ضحك بعض الهلاليين واستغرب البعض الآخر، وهم يقرؤون أحاديث من يبررون فشلهم بالهلال، وأنه الفريق المحابى، بمعنى أن جميع الظروف تهيأ له لكي يخرج فائزا، في حين توضع المعوقات أمام منافسيه.. آخر «الفاشلين» الذين وضعوا الهلال شماعة لأخطائهم كان مجموعة من الناس، روجوا شائعة مفادها أن العجوز مانويل جوزيه قال إن الدوري وضع لكي يأخذه الهلال دون غيره، وكان هذا من أسباب رحيله، وبالطبع جميعنا يعرف أن جوزيه لأول مرة يدرب في السعودية، لذلك ربما لم يعرف أن الهلال «شماعة» كل إخفاق لبعض الفرق المنافسة، وإلا لذكر ذلك العذر طالما أنه ساري المفعول، ويهدئ غضب الجماهير ويجعلها تغض البصر عن «فشل» فريقها المزري ولأن الاعتراف بالحق فضيلة، يجب أن نعتبر المجموعة التي روجت لتلك الشائعة «ذكية جدا» لأنها تعرف أن بعض الجماهير مساكين، يصدقون أي شيء، لدرجة أنهم أحيانا يكذبون ويصدقون كذبتهم، ومن هذا المنطلق، صدق الكثيرون الكلام الملفق المنسوب لجوزيه، والبعض قام يكتب عنه، والآخر يستدل به ليدعم وجهة نظره «العرجاء» مؤكدا أنها أصبحت تسير برجلين سليمتين! ويجب تحت أي ظرف أن يتقبل المتابع ما يحدث بفريقه، وأن ينظر له بواقعية، وفي نفس الوقت الذعر موجود لبعض مصدقي الأوهام، فمثلا مشجع الفريق الذي «يحلم بالفوز» ماذا سيقول عندما يتم سؤاله عن أسباب عجز فريقه عن الفوز أمام الهلال؟ البعض سيكون واقعيا، ويقول إن الهلال فريق قوي ومن الطبيعي الخسارة أمامه، ولكن المكابر سيكون حاله أشبه بغريق يبحث عن طوق نجاة، ولن يجد أفضل من «عذر البليد» الذي يتكرر دائما. .. اتهموا بعض الحكام المحليين ودخلوا في ذممهم، وفي النهاية يكرر الهلال نجاحه حتى مع الحكم الأجنبي.. قالوا إن الهلال «أبو البلنتيات» ولكن الواقع الذي نراه أن المنافس التقليدي للهلال «النصر» تحصل على أربع ركلات جزاء في مبارياته أمام الهلال والجميل أنها جاءت على كافة الأصعدة «فريق أول - أولمبي - ناشئين». .. ماذا تبقى من أعذار لهؤلاء؟.. لم يتبق شيء، ولكن مجرد الاعتراف بسيطرة الهلال وقوته، تسبب غصة في حلوقهم، وكأني بلسان حالهم يقول: ياليت الهلال ليس فريقا محليا، كان حنا بخير وال 50 بطولة، نتقاسمها بيننا، وحينها لن يتبقى نادٍ سعودي إلا ويملك تاريخا مشرفا مع الألقاب!