أربع وفيات «رجل وثلاثة أطفال» في شرائع النخل بمكة، طفلة لفظت أنفاسها في تجمع للمياه في العيص، وإصابة عسكري في حادث بإحدى الدوريات نقل إلى المستشفى في حالة حرجة، وإنقاذ ما يقارب ال 200 شخص من حي أم الخير، و12 بالطيران العمودي، وسقوط منزل واحد في حي الصواعد، وإنقاذ سبعة أشخاص في أحد أودية رابغ، ووجود عدد من التلفيات للسيارات معظمها في منطقة أم الخير، هذه محصلة أمطار المنطقة الغربية أمس، كشف عنها أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل، لكنه عاد وأكد أن الوضع مطمئن، والتقدم حاصل، وأن الأمطار لم يكن لها أثر في المشاريع التي يجري تنفيذها حاليا. وأشار الأمير خالد الفيصل في لقاء صحفي عقده في قصره أمس إلى أن كمية الأمطار التي هطلت على منطقة مكةالمكرمة منذ أمس الأول وصلت إلى 27 ملم في بعض المحافظات والمناطق التابعة لمحافظة جدة ومنطقة مكةالمكرمة عموما، فيما وصلت غزارتها أمس إلى 50 ملم على عدد من المحافظات. وأوضح خلال لقائه مع الإعلاميين بحضور محافظ جدة، وأمين جدة، ومدير مرور جدة، والمدير العام للدفاع المدني بمنطقة مكةالمكرمة وعدد من المسؤولين، أنه ربما تكون هناك حالات أخرى تطرح فيما بعد، واعدا الإعلاميين بتزويدهم بها، «حرصت على أن أطلعكم على كمية الأمطار وجميع الحوادث التي حدثت». وأكد الأمير خالد الفيصل أنه جرى أمس عدد من الاتصالات مع القيادة الرشيدة، «تم الاتصال بولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز، والنائب الثاني الأمير نايف بن عبدالعزيز، وأشير إلى أنهما حرصا على إغاثة كل من يستحق الإغاثة وتهيئة سبل الراحة لهم من سكن وإعاشة إذا كانوا قد تضرروا من جراء الأمطار والرفع عن جميع التلفيات أو الأضرار الناجمة عن الأمطار، وكل هذا سيرفع للقيادة عندما نستكمل المعلومات من جميع المحافظات». وأكد ردا على سؤال ل «شمس» حول استعدادات الجهات الحكومية واختبارها جاهزيتها بأمطار أمس، أن كل حادث يحصل هو اختبار لجاهزية الجهات الحكومية، «أنا سعيد بجاهزية الجهات الحكومية في منطقة مكة، وهناك تقدم، وهذا شيء جميل أن تتقدم خطوة أفضل من ألا تتقدم، وهناك تدريب، وبالنسبة للتعديات أقول إنه بعد كل هذا التغاضي والتسامح من الدولة لن نسمح بعد اليوم بالاستيلاء على ممتلكات الغير، وأؤكد أن الدولة حريصة على إسكان مواطنيها وأبنائها وتحويل حياتهم للرفاهية والكرامة والاحترام وتوفير وسائل العيش الكريم، ولكن ليس عن طرق السطو على أراضي الغير». وعن تعثر المشاريع، أكد الأمير خالد الفيصل أن الأمطار لم يكن لها أثر في المشاريع. من جهته، أوضح محافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد، أن أمطار أمس الأول تركزت على شمال جدة والجنوب كان أقل كثافة، أما أمس فكان الجنوب أكثر كثافة من الشمال، ولم تكن هناك سيول منقولة، ولكن كثافة الأمطار أدت إلى ارتفاع منسوب المياه. وبالنسبة للوضع العام في جدة، أكد أنه ممتاز رغم سقوط بعض الأعمدة واللوحات إثر العواصف، مبينا أنه تم تسكين ثماني عوائل متضررة من حي النخيل. وأكد الأمير مشعل بن ماجد عدم وجود سيول منقولة، وأن كثافة الأمطار هي سبب ارتفاع منسوب المياه في الشوارع، لافتا إلى أن لجان الحصر ستبدأ عملها غدا. إلى ذلك، ذكر أمين محافظة جدة الدكتور هاني أبو راس، أن الأمطار نتج منها تجمعات مائية تم التعامل معها مباشرة، مبينا أن أكبر ضرر كان في أم الخير وعادت الأمور للوضع الطبيعي. وذكر أن الشرطة لم تسجل أي حوادث جنائية خلال هطول الأمطار، وانتشرت الفرق الأمنية في الميدان. أما مدير إدارة الدفاع المدني بمنطقة مكةالمكرمة اللواء عادل زمزمي، فأكد تطبيق خطة الطوارئ لمواجهة الأمطار والسيول بتعاون كافة الجهات، لافتا إلى سيطرة الدفاع المدني على الموقف وإنقاذ المحتجزين. في السياق، كشف مدير مرور جدة اللواء محمد القحطاني، أن الإدارة سجلت 38 حادثا، خمسة منها إصابات، وجميعها عرضية، «اتخذنا إجراءات احترازية على طريق الحرمين من كوبري فلسطين حتى الجامعة، وأغلق تماما لسلامة أصحاب المركبات». وعلى الصعيد الميداني، تواجد محافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد للاطلاع على سير عمل كافة الجهات الأمنية والحكومية المعنية بسلامة المواطن وبمتابعة من أمير منطقة مكةالمكرمة، وقد كثفت الجهات الأمنية جهودها للسيطرة على أي حدث مصاحب لارتفاع منسوب المياه تخوفا من وقوع مكروه. ولليوم الثاني على التوالي، توقفت حركة السفن بميناء جدة الاسلامي أمس، وأشار مدير الميناء الكابتن ساهر طحلاوي إلى أن اضطرابات الطقس والأحوال الجوية أوقفت الحركة، مبينا أن حركة السفن عادت مساء أمس الأول وتم السماح لمغادرة ودخول بعض السفن، إلا أن الأجواء صباح أمس أعادت التوقف مرة أخرى. من جانبه، أكد الناطق الرسمي لقيادة حرس الحدود في منطقة مكةالمكرمة المقدم بحري صالح الشهري أن رجال حرس الحدود رصدوا ارتفاع أمواج البحر لأكثر من ثلاثة أمتار، وهو يؤثر في حركة السفن العملاقة التي تعبر البحر والمتوجهة لدول مجاورة. من جانبه، تفقد أمين محافظة جدة الدكتور هاني أبو راس أمس الشوارع والأحياء التي شهدت هطول أمطار، ومنها طريق المدينة، شارع الملك عبدالعزيز، الأندلس، نفق الملك عبدالله، وأحياء شرق الخط السريع، ووقف على الطبيعة على الأعمال التي تقوم بها الإدارات المعنية بالأمانة. وأشار إلى أن وحدة تصريف مياه الأمطار والسيول باشرت أعمالها في فتح الشبكات وتسهيل دخول مياه الأمطار، مضيفا أنه تم الاستعانة بالوايتات، حيث تواجد أكثر من 115 ناقلة وجرى توفير 20 مضخة مبدئيا، فضلا على ستة شيولات، كما جرى توزيع المعدات على المناطق التي تم حصرها خاصة في شمال ووسط جدة .