مع السمعة السيئة التي حظي بها مسمى «لجنة» في بلدنا، كونها بلا «نتائج» ومبدؤها دائما «يا ليل ما أطولك»، وما إن تتشكل لجنة لمعالجة مشكلة «تصبح بقدرة قادر مستعصية»، أو تنعقد لمناقشة قضية «تصبح أعقد من تحرير فلسطين»، لتنبثق عن اللجنة لجان فرعية كالفطر، لتفقد التمييز من جاء أولاً.. اللجنة أم المشكلة؟! هنا كان لا بد من وجود مخرج لمعضلة عدم الثقة باللجان، والبحث عن مسمى آخر، تفتقت إرادة جهابذة الإدارة عن استيراد «العصف الذهني»، قاموا بسعودته، لتصبح الاجتماعات كلها «عصف ذهني»، اللهم زيادة في الأفراد المشاركين، والأفكار المقترحة، والحلول الممكنة، ولكن بلا تطبيق أو اتفاق، فالمهم هو «العصف». بما أن هذه اللجان والاجتماعات لا تنتج سوى «الكلام» و«الوعود»، وأحيانا تصريحات متناقضة، وتفتقر للوضوح، لذا وبمناسبة السعودة فضلنا تسميتها بال «عجّ الذهني». هذا العجّ الذهني مهم جدا، سواء للقطاع الحكومي أو الخاص، فقضية «عدم تكافؤ النسب» التي رفعها «الأكاديمي» ابن عمّ «الزوجة» لتفريقها عن زوجها ولها منه ولدان، وقبول محكمة المدينةالمنورة النظر فيها، تستحق لجنة «عجّ ذهني»، وموقف إدارة تعليم حائل من إزالة اسم حاتم الطائي «الجاهلي» من مدرسة ابتدائية في المنطقة، وكأن مدارسنا تسمى بالأسماء الأولى فحسب! فهل يمكن إذن أن تسمى مدارس البنات بالأسماء المودرن «ميساء» و«هيفاء»؟ لن يستطيع أحد أن يسيء تفسير نواياكم، وإلا فإننا سنحتاج إلى لجنة «عجّ ذهني»! وأن تتسمر أمام موقع اليوتيوب وأنت تشاهد مقطع بناء فندق كامل متكامل من الصفر في أقل من أربعة أيام في الصين، منتظرا ظهور المذيع ضاحكا «الكاميرا الخفية» دون جدوى، لتسمع ضحكات المقاولين لدينا، الذين لا يتمون رصف شارع في أربع سنوات! فهذه تحتاج إلى لجان «عج ذهني» كثيرة. ولن أدعي أن المصطلح هو من تأليفي وابتكاري، نظرا لأن تكلفة براءات الاختراعات لدينا مرهقة، ولكن على الأقل سيكون المصطلح لي بوضع اليد، وعلى استعداد لمقاضاة كل من يفكر أن «يطير بالعجّة». وكل عجّ وأنتم طيبون.