يوم الخميس الماضي، التقيتُ وزير الشؤون البلدية والقروية، الأمير الخلوق، منصور بن متعب، في دار الأستاذ عبدالرحمن فقيه الذي اعتاد أن يستضيف في بيته العامر كبار المسؤولين ويدعو نماذج من شرائح المجتمع ليتحاوروا مع الضيف، وجزاه الله خيرا على ذلك. حديث الأمير، كان مسترسلا سلسا واضح المعالم، وفي ظني، أن أهم ما تناوله الأمير كان موضوع كارثة جدة، والحلول التي وضعتها أمانة جدة لئلا تتكرر تلك المأساة التي قتلت أكثر من مئة بريء لا ذنب له إلا أنه اشترى أرضا وافقت عليها البلدية التي اعتمدت المخطط، ليموت، بعد حين، أحد من أهله.. ابنه.. ابنته.. أمه.. أبوه.. زوجته.. أو كلهم معا! قال الأمير منصور عن معالجة الوضع في منطقة الكارثة ما معناه «لقد طمأنني أمين مدينة جدة الدكتور هاني أبوراس، أن الوضع صار آمنا، بل إن الأمين يتمنى أن تهطل أمطار لتكسر الحاجز النفسي عندنا» هذا يعني أن المشاريع التي اعتمدت في شهر ذي القعدة الماضي لمواجهة سيول تلك المنطقة، أصبحت جاهزة ومنتهية الآن. الأمر أشكل عليَّ، ولستُ على يقين من قدرتي على الفهم، فما فهمته أن وزارة المالية لم تصرف المبالغ المطلوبة لعلاج المشكلة إلا متأخرا، بدليل أن توقيع العقود لتنفيذ تلك المشاريع، الذي جاء برعاية الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة، كان قبل شهرين، تقريبا، فكيف يقول الأمين للوزير إن الوضع بات آمنا، ويتمنى أن تهطل أمطار لتكسر الحاجز النفسي؟ الأمين، لن يصرح ويعلق على ما قاله الوزير، والوزير يثق في الأمين، وهو موضع ثقة، لكن كل هذا لن يُريح تلك الجموع التي تعيش في المنطقة، ولن يهدأ الخوف والفزع من قلوبنا كلنا، وعلى رأسنا الأمير منصور بن معتب. فهل نحن في حيرة؟ فهذا هو الواقع.. وهذا هو المسؤول.. وهل نترك الأمر لمعالي الأمين؟ نسأل الله أن يأتينا بمطر شديد لنتعرف على حقيقة ما يحدث؟ إلى ذاك التوقيت.. نقول «يا ألله».