يبدو أن صعود أسهم الحزب الجمهوري سيجعل من المستحيل على الرئيس الأمريكي باراك أوباما تنفيذ وعده بإغلاق سجن جوانتانامو في كوبا، وسوف يمثل أيضا عقبة حقيقية أمام تطوير مشروعاته الأخرى الخاصة بسياسة الأمن والسياسة الخارجية للإدارة الحالية. فمعتقل جوانتانامو هو رمز الإصلاح لما يريد أوباما أن يحققه، مقارنة بالحكومة السابقة بقيادة جورج بوش، ولذلك ترى الغالبية العظمى من الجمهوريين الذين يهيمنون على الكونجرس، أنه يعتبر أيضا رمزا لكل الذين يتعين عليهم أن يواجهوا الرئيس الأمريكي، بزعم أن إغلاق معتقل جوانتانامو سيشكل تهديدا للأمن القومي. وترجع صعوبة إغلاق المعتقل إلى سلسلة الصعوبات القانونية، ووجود معارضة لذلك القرار من جانب النواب الديموقراطيين بالكونجرس، ولكن من الممكن إغلاقه بطريقتين: نقل السجناء إلى أراضي أمريكا وإعادتهم إلى بلادهم، أو ترحيلهم إلى دولة ثالثة يختارونها. وقد اعتمدت وزارة الخارجية الأمريكية على فريق خاص من الدبلوماسيين الذين كُلفوا بإجراء مفاوضات مع حكومات مختلفة في العالم حول التعاون لتسهيل إنهاء هذه القضايا الجنائية، ولكن يصمم الجمهوريون على عرقلة كلا الخيارين. ويرغب الحزب الجمهوري فى إنهاء خيار إرسال السجناء إلى بلاد أخرى؛ فقد أكدت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن هناك لجنة من المستشارين أعضاء الكونجرس الجمهوريين قامت بزيارة خلال الأسابيع الأخيرة إلى بعض الدول التي نقل إليها المتهمون بالإرهاب – من بينها إسبانيا – لإثبات أن المراقبة التي يخضعون لها غير كافية، ويرغب الجمهوريون في استخلاص نتائج من ذلك التحقيق، وتقديم الدعم للكونجرس للموافقة على قرار يحظر ترحيل السجناء، إلا إذا توافرت شروط قوية، لن تكون هناك أية دولة على استعداد لقبولها، وقد بدأت عملية ترحيل السجناء منذ عهد الرئيس الأمريكي «بوش الابن»، وحتى الآن تم ترحيل 66 من السجناء إلى بلاد أخرى، خاصة في أوروبا.