* اختصاصي نفسي إكلينيكي «معالج نفسي» مركز مطمئنة الطبي قد يشعر كل إنسان منا بعدم ارتياح، وربما قد يشعر بالاكتئاب أو القلق أو الغضب أو الإحباط أو الارتباك أو التشتت أو الضيق أو الشعور بالذنب أو الخوف أو الوسواس، لكن تذكر أنك لست الوحيد الذي يواجه مشاعر وخبرات سلبية مؤلمة أو أن هذا أمر نادر الحدوث أو غير مألوف فكل شخص يعاني أحيانا من بعض المشكلات النفسية وهذا شيء طبيعي. وعندما يكون الألم شديدا ولا يحتمل، يكون هذا هو الوقت المناسب للقيام بشيء تجاهه وبتعلم بعض التدريبات العلاجية تكون قد اتخذت خطوة مهمة نحو حل المشكلة والشعور بالارتياح. وكثير من الناس يعتقدون أن المشاعر المؤلمة تحدث بسبب تجارب وخبرات الطفولة المنسية وأن الطريقة الوحيدة للتخفيف من هذه المشاعر المؤلمة هي من خلال التحليل الصعب الطويل لتعقب أثر الذكريات والترابطات المخزنة في اللاواعي والقضاء عليها. لا شك أن هناك علاقة ما بين الأحداث التي تعرضت لها في الماضي البعيد والمشاعر السلبية التي تعاني منها حاليا، ولكن المعالجين المعاصرين الذين يستخدمون العلاج المعرفي السلوكي اكتشفوا مصدرا أسرع وأسهل في الوصول للمشاعر والانفعالات ألا وهو: سلسلة أفكارك الحالية فقد اتضح لهم مرارا أن معظم المشاعر المؤلمة يسبقها مباشرة نوع من تفسير الأفكار. على سبيل المثال: هناك شخص تعرفت عليه أخيرا قال إنه سيتصل بك هاتفيا ولم يفعل: إذا كان تفسيرك لهذا التصرف هو أنه «لا يحبك على الرغم من كل شيء» فستشعر بالحزن والرفض أما إذا فسرت سبب عدم اتصاله على أنه «ربما يكون وقع له حادث» فسوف تشعر بالقلق عليه وعلى سلامته، وأما إذا فسرت الأمر قائلا «لقد تعمد الكذب علي حين قال إنه سيتصل بي» فقد تشعر بالغضب إزاء كذبه إما إذا قلت «ربما يكون مشغولا أو لديه ظروف» فهنا ستشعر بالارتياح وإعطائه العذر وبالتالي ستشعر بالراحة والهدوء. إن هذه النظرية البسيطة تمثل جوهر العلاج المعرفي السلوكي والأساس الذي يقوم عليه وهو: أنك تستطيع أن تغير مشاعرك عن طريق تغيير أفكارك، فعلى مدى 25 سنة مضت أثبتت العديد من الدراسات إمكانية تطبيق هذه النظرية البسيطة للتعامل مع العديد من المشكلات والاضطرابات على نحو أسرع وأسهل من أي تقنية علاجية أخرى.