البارحة أيضا تكرر الأمر.. عدت من الدوام، وبعد اجتماع الغداء، ونصف ساعة قصيرة على النت نمت. نمت من الرابعة عصرا حتى الفجر، صحوت قبلها وتلفت قليلا لكني لم أجد أي رغبة في النهوض. نمت حتى السادسة والنصف. وأتيت متأخرا دقائق معتادة عن العمل. لا توجد نشاطات بهذا المعنى يا دكتور، كلها أشياء ضرورية.. أتفرج تليفزيون.. كرة قدم وأفلام على بعض القنوات.. لا أعرف إن كان في هذا الأمر متعة أم لا.. أستمتع حقيقة بكرة القدم، برشلونة مذهل.. لكنني لست حريصا جدا على المتابعة.. أخرج مع العائلة للبحر.. نخرج للمولات بين فترة وأخرى أو أوصلهم فقط وأذهب لأصدقائي. بالعادة تكون حاجيات البيت متوافرة خلال يومي الإجازة وبالتالي لا ينقصنا شيء. أصدقائي؟ أقابل أصدقاء ك «فهد» و«مهدي»، ويكون لدينا بالطبع ما نتحدث عنه.. أكتب وأستمتع.. لا بد أن تعذرني على ضحكي قليلا.. لا ليس الأمر على هذه الصورة.. لا أجلس ساعات طويلة للتأمل.. أكتب في خمس دقائق أحيانا، في الهاتف على شكل رسائل.. ربما أكتب لأنتقم، لأتحدث مع نفسي.. هناك متعة أثناء الكتابة لكنها مختلفة عن ساعات الهدوء والتأليف التي تتحدث عنها. تظنني في مرحلة مراهقة جديدة.. هذا رائع لو أن هناك نقطة للبلوغ على سبيل المثال.. لكن حكاية التفكير أثناء النوم هذه لم أفكر بها حقيقة.. إنني أنام كجدار، نومي بلا أحلام أو كوابيس.. مجرد نوم. نوم عادي جدا. قد أصحو متأخرا فأشعر ببعض الندم على أنني نمت مجددا.. فأستمر في النوم أيضا. لا لست غاضبا من شيء.. لا أرى سببا يدعو للغضب. كل ما يحدث متوقع بصورة ما.. أغضب في العمل «طبيعي» وقد يرتفع صوتي.. كما أغضب في الحياة.. لكنه فقط من باب المداراة.. إنني أغضب حين يضطرني الأمر أن أغضب.. سأقول لك.. حينما يدفعك الآخرون للغضب في حين أنك لا تشعر به في حقيقة الأمر، أنت في داخلك مسترخ وغير متفاجئ ولا نية لديك للغضب لكنك تغضب حتى لا تثير الالتفات. الجنس الآخر.. أولا لا وجود لجنس آخر، ثم إن الصديقات في «الفيس» مجرد صديقات.. حب.. أعرف أن هناك من يحب.. لكنهن يحببن النشط بالعادة.. جرب أن تغيب ليومين وستجد حبيبتك قد عقدت صداقة عميقة مع صديقك المقرب، ولا يمكنك أن تراهن على قدرة وضع «غير المتصل».. ثم إن الحكاية كلها مرتبطة برؤيتك للحب وللحياة.. «ياعمي إنتا دكتور وبتحب الحياة والنساء». طيب.. قد يكون هذا طبيعيا في رؤيتك، لكن هذا التصنيف لا يعنيني حاليا. أشتغل في النت يا صديقي ولا أعبث.. ربما نحن من طينة لا تعرف المزاح كما يقول «مهدي» أو كونديرا.. لا أعرف من سبق الآخر!. لكنني مؤمن أن لا وجود لمزحة. العائلة.. أجدهم حين أصحو وأتواصل معهم حسبما يمكن.. لا أعرف هل أنا أب سيئ.. لكنني أظن أن الأمر في حدود المعقول.. ستكتب لي أدوية مقوية وفيتامينات..لا بأس. لكنني لا أشكو من ضعف. سأزورك مجددا.. إلى لقاء. عيد الخميسي