أبدى عدد من المتطوعين تخوفهم من الجمود والروتين الذي سيصيب عملية التطوع بسبب الرسمية التي قد تطغى عليه بعد إقراره من مجلس الشورى، أمس، مؤكدين أن غياب الدعم الرسمي أبرز المعوقات التي تواجههم، متمنين أن يسهم مشروع النظام في زيادة دعم الجهات الحكومية للعمل التطوعي. وتخوف الشاب أيوب إدريس، من عدم انضباط المتطوعين في العمل التطوعي إذا أخذ الطابع الرسمي، مبررا عدم تعودهم على ذلك، مشيرا إلى حاجة المتطوعين الشديدة لعملية تنظيم العمل التطوعي «غير أن هذا التنظيم قد يقوده إلى شيء من الرسمية؛ ما سيقلل من الانضباط مع لوائح التنظيم التي ستوضع». وامتدح أيوب الشكل الجديد للعمل التطوعي مبرزا إيجابياته في رسمية العمل، والنتائج الواضحة، وترتيبه أفضل من السابق. ويخشى أيوب أن يصيب الجمود عملية التطوع بسبب الرسمية التي تطغى عليها «إذا لم يكن هناك دعم مادي قوي للفرق من جراء هذا التنظيم فمن الأفضل ألا يقوم هذا الإجراء»، مبينا أن جل المساهمات الموجودة من الشركات هي جهات خاصة، وأن الجهات الحكومية مشاركتها قليلة «بعض مشاركات الجهات الحكومية كانت عبارة عن استعانات بالشباب المتطوعين مثل الدفاع المدني والهلال الأحمر». أما الشاب محمد مصلي فيرى أن عملية التنظيم في أي مجال من مجالات الحياة أمر إيجابي وعامل مساعد على زيادة الإنتاجية ورفع كفاءة العمل والوصول إلى الاحترافية في التنفيذ، إضافة إلى إمكانية حل مشكلة نقص الدعم المادي والغطاء الرسمي التي تعد أبرز معوقات العمل الاجتماعي حاليا. وحول إدراج العمل التطوعي ضمن رقابة وإشراف جهات حكومية، أشار إلى أن البيروقراطية والروتين والمركزية وتوابعها من أشد الأمور خطورة على العمل التطوعي «البطء في التنفيذ وتقليص دور المشاركة الشعبية الشبابية أبرز سمات المجموعات التطوعية الحالية». واعتبر مصلي أن دور الجهات الحكومية غائب حاليا، أو تتخلله الكثير من العقبات «المجموعات الشبابية التي تتعاون مع بعض الجهات الحكومية في عمل ما غالبا ما يقلص جهد هذه المجموعة ويكون محدودا ومرتبطا بالجهة الحكومية، وهذا بلا شك سيترتب عليه عزوف المجموعات الشبابية عن التعاون مع جهات حكومية في تنفيذ مشاريعهم وأفكارهم». ويؤكد الشاب نواف العمودي، أن مشروع نظام العمل التطوعي الذي أقره مجلس الشورى، أمس، جاء في مصلحة المجموعات الشبابية، وسينعكس بالإيجاب على سير العمل وأوضح أن العمل العشوائي السابق برغم إسهاماته الطيبة إلا أنه كان يعتبر من السلبيات الواضحة التي لم تتح للشباب التصرف في بعض الأمور بشكل أمثل. وحول تنافس المجموعات الشبابية قال «برغم أن هناك من يرى هذا القرار سيقلل من حماس الشباب ويقلص من نسبة التنافس بين المجموعات، إلا أنني على ثقة أنه سيحسن من أدائنا ويرفع عن بعضنا العبء والمجهود الشاق»، مشددا على أن المتطوعين ومن ينتسب إلى التطوع لا ينقصهم سوى الدعم والتسهيل وتسخير كل الإمكانات المادية والمعنوية لممارسة العمل بشكل سلس وسليم.