هل صحيح أن «النصر» كان متصدرا للدوري؟ هل يعقل هذا؟ كيف ومتى حدث؟.. من يقنع أولئك الذين ألهتهم مشاغلهم من الإخوة النصراويين عن متابعة هذا الحدث الضخم بأن فريقهم احتل المرتبة الأولى لفترة قصيرة جدا؟! ألا يعد ذلك حدثا صادما بالنسبة إليهم بعد كل هذه الأعوام العجاف؟ بالتأكيد هو كذلك خصوصا أن التعاطي النصراوي مع هذا الحدث جاء مبرهنا على مدى قوة الصدمة التي عاشوها وهم يرون أنفسهم يتصدرون الترتيب.. فالمسألة لم تكن حدثا عاديا أو عابرا بدليل «التشنج» الذي ظهر على لاعبي الفريق الأول بعد التعادل مع «الفتح».. فكل ما حدث كان نتيجة طبيعية لعدم الاستمتاع طويلا بهذا الشعور البطولي الذي افتقدوه أعواما طويلة..! ولكم أن تتخيلوا مشاعر الصدمة لفريق يتصدر للمرة الأولى ثم ينتهي هذا المكتسب بلمح البصر.. وبالتالي يجب ألا نستغرب كل ما حدث في الأحساء تجاه الحكم عبدالرحمن العمري.. فالوضع كان مختلفا باعتبار أن اللاعبين نزلوا لأرض الملعب وهم متصدرون للدوري.. و«فايزين ب الستة»..ويحاكون «برشلونة» في كل شيء ما عدا الأداء طبعا، لتنتهي كل هذه الأحلام العابرة بسرعة.. فالفريق لم يعد متصدرا ولم يكن هناك أي متسع من الوقت للاستمتاع بالمشاعر الكتالونية والصدارة في آن واحد..! وفي الواقع تحسب للنصر محاولته واجتهاده.. وهذا دليل بلاشك على تطوره وطموحه العالي.. لكن هذا يجب أن يكون مصحوبا بثقافة عالية المستوى، وتعاطيا مثاليا بدلا من هذه التشنجات..لأن هذه الأجواء الفرائحية التي رسموها وتوازي في حجمها تحقيق البطولات هي انتقاص من مدى قدرة فريقهم على الوصول إلى مراتب متقدمة... فعلى مسيري شؤون النادي أن يوطنوا أنفسهم على كيفية التعامل الأمثل مع تحقيق المكتسبات المهمة حتى يتحكموا في ردة فعل جماهيرهم وقبل ذلك لاعبيهم.. ويصبح النصر فريقا كبيرا مثله مثل بقية الفرق التي تعد «الصدارة» مكتسبا له قيمته المحدودة التي لا توازي تحقيق البطولات.. ولا تستدعي كل هذه الأغنيات.. والشعارات الفضفاضة..!، وبالمناسبة أتوقع موسما سيئا وبائسا ل«البرشا» مثلما حدث سابقا مع «ريال مدريد»..!