استنكر لاعب الخفة السعودي محمد بلخي، الهجوم الذي يتعرضون له، ووصف مهاراتهم وقدراتهم الشخصية ب «السحر والشعوذة» مؤكدا أن هذه الألعاب تعتمد فقط على المهارة وسرعة البديهة، ولا علاقة لها من قريب أو بعيد بالسحر ولا حتى بنسبة 01 %، كما يردد بعضهم. وأبدى بلخي «23 عاما» في حديثه ل «شمس» رغبته في المشاركة في تثقيف الناس بهذه الألعاب وكيفية أدائها عن طريق برنامج تليفزيوني حتى يظهر للجميع أن هذه المهارات في الأساس تعتمد على سرعة وخفة اليدين ليس أكثر. وتختلف عن ألعاب الخداع البصري، التي هي فن آخر وتحتاج إلى أدوات كثيرة ومتعددة وأماكن تبعد عن الناس مسافات، عكس ألعاب الخفة، حتى يستطيع ممارسوها أداء مهاراتهم مثل المسارح واستوديوهات التليفزيون، فالاحتكاك المباشر بالجمهور قد يفسد عليهم برنامجهم. معارضة البدايات بداية بلخي في هذا المجال كانت من منزله بعد أن جذبته منذ الصغر، خلال مشاهدته لفقرات ألعاب الخفة في كثير من البرامج التليفزيونية، وفكر في ممارستها، وبدأ يحاكي بعض الألعاب ويجرب ما أتقنه على من حوله من أهله وأصدقائه في المدرسة «لم أجد مؤيدا سواء من الأهل أو الأصدقاء، لكني لم ألق بالا للأمر فحبي لهذه الألعاب دفعني للاستزادة فأصبحت متابعا نهما لعروضها التليفزيونية من أجل تطوير مهاراتي، فلم أجد أحدا في السعودية يمكن أن يعلمني أصول هذا الفن ولم يكن واردا أن أسافر للخارج للغرض نفسه، وبين هذا وذاك كنت أجد نفسي أيضا محاصرا من قبل المعارضين لهوايتي». وأشار إلى أنه لم يكن يتوقع أن يجيد أداء بعض الحركات لصعوبتها، غير أن الممارسة والتدريبات المكثفة للعبة جعلته يتجاوز صعوباتها ويصل إلى درجة الإتقان الكامل لها وعرضها بكل ثقة أمام الجمهور «أحيانا يرتكب لاعب الخفة بعض الأخطاء لكنه يتداركها بسرعة بإشغال الجمهور بحركة أخرى حتى لا يلاحظ وجود أي خلل». الفئات المستهدفة ويستهدف بلخي في عروضه فئة الشباب لانجذابهم للأشياء الجديدة أكثر من غيرهم، فبعض كبار السن قد لا يتجاوبون معها وقد يعطونها تفسيرات خاطئة. وتتركز المناسبات التي يقيمها في الأسواق، أو الفعاليات والأنشطة الاجتماعية، بالإضافة إلى مهرجانات الأعياد أو الحفلات والبرامج الخيرية والفعاليات التطوعية، وكلها داخل جدة. أما العائد المادي من هذه الهواية، فذكر أنه يتراوح ما بين 1000 إلى 1500 ريال عن كل عرض في مدة قد لا تتجاوز ساعة أو نصفها «قد يبدو الرقم كبيرا مقارنة بمدة العرض، لكن الأمر خاضع للعرض والطلب، فممارسو هذا الفن في المملكة يعدون على أصابع اليد وليس هناك أي تواصل بينهم». حرب نفسية وأكثر ما يزعج محمد بلخي هو تقليل بعضهم من شأن هذه الألعاب وإطلاق أوصاف غير لائقة على ممارسيها «قدمت بعض المقاطع على يوتيوب، فكتب بعضهم تعليقات مهينة عن العرض نفسه، وأحيانا عن شخصي، بالطبع النقد البناء أمر لا نقاش فيه بل يمكن أن يطور مهاراتي أكثر، لكن الإساءات الشخصية أمر غير لائق». وذكر أن بعض الجمهور يحاول إطلاق الأصوات المزعجة والتعليقات غير اللائقة بقصد إلهائه والتشويش عليه بوصف ألعابه سحرية «الأمر لا يحتاج إلى تأكيدات لكي أبين أن الأمر ليس له علاقة بالسحر، فلو كان الأمر كذلك لما احتجت إلى الوقوف أمام الجمهور». أما الأدوات التي يستخدمها في عروضه فأشار إلى أنها ما زالت متواضعة ولا ترقى للمستويات العالمية، فبعض الذين يقدمون العروض الضخمة مدعومون من شركات ورجال أعمال ولديهم إمكانيات إثراء عروضهم بالعديد من الأدوات والمعدات باهظة الثمن «أرجو أن أجد هذا الدعم سواء من رجال الأعمال أو من رعاية الشباب، فقد خاطبت بعض الجهات لكن لم أجد تجاوبا بل إن بعضها أفقدني الأمل في أن أعود إليها مجددا لسوء تعاملها من ناحية، وعدم رغبتها في تبني مثل هذه المواهب من ناحية أخرى». وكما يطمح في الالتحاق مستقبلا بإحدى الأكاديميات المتخصصة في الخارج، يأمل بلخي كذلك في تبني بعض المواهب الصغيرة خاصة الأطفال لأنهم أقدر على استيعاب كل جديد، وقد يصل الأمر به إلى افتتاح أكاديمية لتدريب الراغبين في تعلم هذا الفن .