أكد المشرف العام على جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز أن الشباب سيكون لهم حضور جيد في حملات التبرع بالأعضاء التي ترتب لها الجمعية خلال الفترة المقبلة، وسيقومون إلى جانب الإعلام بتحفيز الأسر التي يوجد من بين أفرادها أشخاص متوفون دماغيا على تجاوز الحواجز النفسية وتشجيعهم على عملية التبرع بأعضائهم طمعا في كسب الأجر وإنقاذ أرواح عشرات من المرضى على قائمة الانتقال. وأكد الأمير عبدالعزيز بن سلمان في تصريح ل«شمس» عقب رعايته، أمس، الاحتفال باليوم العالمي السادس والخليجي الأول للتبرع بالأعضاء وزراعتها بمقر المركز السعودي لزراعة الأعضاء أن الشباب يشكلون نسبة كبيرة من المتبرعين بأعضائهم، في الوقت الذي أكدت فيه مصادر أن نسبة المتبرعين الشباب تجاوزت ال 60%. ونفى الأمير عبدالعزيز وجود متبرعين في قوائم الانتظار، «لا أعتقد أن من يريد أن يتبرع بعضو من جسده سينتظر طويلا، لكن المؤسف أن المتبرع لهم الذين ينتظرون لفترات طويلة». وأكد أن أعداد المصابين بالفشل الكلوي في المملكة تزداد نسبة إلى انتشار مرض السكر والضغط وهما من الأمراض الأساسية المسببة للفشل الكلوي. وكشف عن أعداد مسودة لعملية مسح جديد لمرضى الفشل الكلوي، مشيرا إلى أن الإحصاء وفق القوائم التي ترد من مركز زراعة الأعضاء تبلغ نحو 12600 مريض ومريضة. وفيما إذا كانت المملكة قد وصلت إلى مستوى متقدم في التبرع بالأعضاء، أجاب: «الكفاية لم تصلها دولة في العالم، لكن برنامجنا جيد، وأعتقد أنه المعين الرئيس لبرنامج على أن يصل إلى مرتبة العالمية هو زيادة الوعي لأسر المتوفين دماغيا بقيمة التبرع إذا ما ثبت لأسر هؤلاء المتوفين دماغيا أن النظام والتنظيم مفعل وهو نظام دقيق لا يسمح بخلل». وأضاف «لا أعتقد أن هناك تجهيزات كبيرة قدمت لعملية التسريع في الاستفادة من المتوفين دماغيا، لكن هناك نماذج دولية مثل النموذج الإسباني الذي يعتبر الأفضل، وهو ما تسعى وزارة الصحة والمسؤولون في مركز زراعة الأعضاء إلى الوصول إليه»، موضحا أن الأمر لن يتحقق إلا بتضافر الجميع، والأهم من ذلك وجود الحافز لأسر المتوفين دماغيا. وأكد المشرف العام على جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية أن حملة «من أحياها» التي أقامتها الجمعية الهدف منها تكريس مفهوم التبرع بين الأحياء عبر بطاقات التبرع بعد الوفاة الدماغية، وحققت نتائج إيجابية، وأضاف لمسنا تفاعلا كبيرا مع الحملتين اللتين أطلقتا أخيرا في الرياضوجدة وهذا محفز لنا ويسهم في تعزيز هذه الحملات، وما نسعى إليه هو أن يكون الإعلام جزءا مهما من هذه المنظومة ويتفاعل مع هذه القضية. وطالب المواطنين بالتبرع أسوة بمن سبقوهم، طمعا في الأجر والمثوبة من الله. وقال في كلمته التي ألقاها، أمس، إن ثقافة التبرع بالأعضاء سواء أثناء الحياة أو بعد الوفاة أصبحت راسخة وممارسة بشكل يومي في مختلف مستشفيات المملكة وضمن أطر أخلاقية وشرعية واضحة لا يوجد فيها أي لبس لممارسة تجارية أو أي تجاوزات تماشيا مع قرارات منظمة الصحة العالمية وأخلاقيات ممارسة مهنة الطب والمنظمات العالمية، حتى ان المملكة كان لها دور ريادي في صدور العديد من القرارات الدولية حول منع تجارة الأعضاء والحد من الممارسة التجارية لزراعة الأعضاء في بعض دول العالم، وهذا جعل للمملكة مكانة مميزة ليس فقط على الصعيد الإقليمي أو الآسيوي أو في الدول الإسلامية، وإنما في المحافل الدولية وعلى مستوى الدول المتقدمة في هذا المجال. وأضاف «بمراجعة الإحصاءات الأخيرة للتبرع بالأعضاء وزراعتها نجد أن كافة العنايات المركزة في مستشفيات المملكة تمارس بشكل روتيني وواضح سواء بالنسبة إلى آليات التبليغ أو التشخيص أو الحصول على الموافقة للتبرع بالأعضاء بعد الوفاة، والتي وصلت إلى ثمانية آلاف حالة تبليغ عن الوفاة، تم الحصول على موافقة 1304 أسر حتى نهاية 1431 ه للتبرع بأعضاء ذويهم المتوفين دماغيا». وأوضح «هذا مكننا من الاستفادة من زراعة أعضاء في كافة مراكز الزراعة المنتشرة في المملكة التي تتلخص بوجود 17 مركزا لزراعة الكلى و4 مراكز لزراعة الكبد و3 مراكز لزراعة القلب ومركزين لزراعة الرئة والبنكرياس بالإضافة إلى عشرة مراكز لزراعة القرنيات ومركز واحد لزراعة العظام». وزاد بالقول « لقد بلغ عدد الكلى المزروعة بالتبرع بعد الوفاة في نهاية 1431 ه، 2220 عملية بالإضافة إلى زراعة 4400 كلية من التبرع من الأحياء، أما بالنسبة إلى الكبد فقد بلغ العدد الإجمالي للأكباد المزروعة 1000 كبد بالإضافة إلى زراعة 200 قلب، هذا كله تم وبنتائج ممتازة تضاهي النتائج في المراكز العالمية» .