استعدت جدة مبكرا للحصول على جزء من كعكة ال50 مليار دولار وبما يوازي نحو 190 مليار ريال تقريبا التي ينفقها نحو أربعة ملايين سائح سنويا على الخارج، وقررت طرح «حزمة إغراءات» خلال معرض جدة للسياحة والسفر خلال الفترة من 14 إلى 17 المحرم الجاري تحت شعار «بوابة العبور للسياحة» لضمان تفضيل السعوديين خاصة شريحة الشباب السياحة والاصطياف في جدة عن السياحة الخارجية، وهو المعرض الذي يفتتحه الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز محافظ جدة وتدعمه الهيئة العامة للسياحة والآثار وبالتعاون مع الغرفة التجارية الصناعية بجدة، ويحظى بمشاركة أكثر من 200 عارض ويقام على مساحة تقدر بنحو 4800 متر مربع، ويصل عدد زواره أكثر من عشرة آلاف زائر. وأكد الأمير عبدالله بن سعود رئيس اللجنة السياحية في الغرفة التجارية الصناعية بجدة أن المعرض يمثل إضافة نوعية لما تشهده السعودية من نمو كبير في القطاع السياحي خلال الأعوام الماضية، مشيرا إلى أن مثل هذه المعارض المتخصصة في السياحة تهدف إلى زيادة وعي المجتمع بأهمية السياحة الداخلية، وقال إن المعرض سيكون فرصة للشركات المشاركة إلى فتح آفاق جديدة لها وتكوين شراكات جديدة، بما يدعم البنية التحتية لقطاع السياحة في عروس البحر الأحمر. وحول إمكانية تحول جدة إلى منطقة جذب سياحي بديلة عن الخارج لبعض الشرائح الاجتماعية، أكد رئيس غرفة جدة صالح كامل أهمية المعرض كون جدة تعد مدينة نموذجية تحتاج إلى الدعم والمؤازرة من أجل النهوض بالسياحة، مبينا أن المعرض يهدف إلى إظهار مناطق الجذب السياحي للزوار والسياح، حيث حباها الله بشواطئ جميلة وكورنيش طوله 48 كيلو مترا ويعد أكبر كورنيش على المستوى المحلي إن لم يكن عالميا، وأشار إلى أن الفرص أمام السائح متعددة ومختلفة وتتيح له قضاء وقت ممتع، كما أن جدة بوابة للحرمين، وتتوافر فيها الكثير من الخيارات السياحية سواء كانت سياحة بحرية أو سياحة تسويقية أو سياحة استشفاء. وأشار كامل إلى أن معرض جدة للسياحة والسفر يساعد في التنشيط والسياحة للمدينة وبناء السياحة كصناعة: «بمعنى وجود صناعة سياحية يعني زيادة فرص التشغيل وتقليص معدلات البطالة، داعيا للاهتمام بالسائح وخدمته والسهر على راحته وأن تكون الابتسامة عنوانا عريضا للسياحة الوطنية من كافة القطاعات وشرائح المجتمع. أما المدير التنفيذي للهيئة العامة للآثار والسياحة محمد العمري فأشار إلى أن جدة يأتيها خمسة ملايين سائح بهدف زيارتها، وأن هذا العدد ليس له علاقة بالعمرة أو غيرها: «ولابد من تحقيق الاستفادة إلى جانب أن الهيئة اعتمدت في جميع برامجها الاهتمام بالسائح الداخلي»، وبين أن هناك العديد من الاستثمارات التي يمكن طرحها ضمن دعم النشاطات السياحية من خلال الاهتمام بالنزل القديمة والتاريخية والاهتمام بالحرفيين والحرفيات، إلى جانب دعم الصناعة الحرفية التي تقدم للسياح ما يسمى تذكار جدة يحملونه معهم عند مغادرتهم، معلنا البدء في الخطوات الأولى لتسجيل جدة ضمن مجموعة التراث العالمي باعتبارها واحدة من أبرز وأهم المدن السياحية في مدن الشرق الأوسط. من جهتها أكدت رئيس الجهة المنظمة للمعرض مايا الحلفاوي أن المعرض يعمل على غرس مفاهيم السياحة الداخلية، ويتضمن عروض أكبر شركات السياحة والسفر، إضافة إلى العارضين الذين يمثلون هيئات التنشيط السياحي والشركات السياحية، مشيرة إلى أن المعرض سوق للتعريف بالمنتجات والخدمات والاستثمارات السياحية التي تقدمها أكبر شركات السياحة. وأشارت إلى دراسة مسحية أعدها أحد القطاعات المعنية بالسياحة تشير إلى أن السياح الذين زاروا المدن والمناطق السعودية المختلفة وصل تعدادهم إلى نحو 20 مليون سائح من الداخل والخارج كان نصيب المنطقة الغربية منها 59 % من السياح الداخليين ونحو 55 % من السياح الخارجيين: «وعلى الرغم من أن المنطقة الغربية تشكل النسبة العليا فإن إقامة معرض جدة للسفر والسياحة سوف يسهم في دعم السياحة الداخلية». وذكرت أن المعرض يجسد أهمية السوق السياحية السعودية التي تعد من أضخم الأسواق في منطقة الشرق الأوسط، وفق ما تؤكده الإحصائيات السياحية، ويمثل إضافة جديدة لقطاع سياحة المؤتمرات والمعارض، كونه من أوائل المعارض المتخصصة في مجال السياحة والسفر والخدمات السياحية التي تقام بالسعودية .