كشفت مصادر أن وزارة الصحة تعمل في الوقت الراهن على نظام جديد لحماية حضانات المواليد في جميع المستشفيات السعودية بعد تزايد حالات الاختطاف، وآخرها ما تعرض له الطفل «أنس» الذي اختطف السبت الماضي بواسطة مجهول من مستشفى الولادة والأطفال بالمدينةالمنورة، وأعيد إلى أسرته في وقت متأخر من مساء أمس الأول، وألمحت إلى أن النظام الجديد يحمي من عمليات الاختراق، ويمنع خروج المواليد إلى خارج المستشفى أيا كانت الأسباب. وطالبت جمعية حقوق الإنسان بدور رقابي أكبر لوزارة الصحة، وأكدت على لسان رئيسها مفلح القحطاني أن الوزارة بحاجة إلى مراجعة القواعد الأمنية في منشآتها الصحية، والعمل على تطوير المستشفيات في مجال حماية الأطفال حديثي الولادة من السرقة. وكشف عن قصور رصدته الجمعية في بعض المستشفيات الحكومية، تمثل في ضعف الرقابة والمتابعة من قبل مقدمي الخدمة الصحية، إلى جانب الإهمال. وأشار القحطاني إلى أن دور وزارة الصحة لا بد أن يفعل بزيادة الرقابة والعمل على إيجاد الحلول التي تساعد على الحد من هذه الممارسات غير الإنسانية، مؤكدا أن جمعية حقوق الإنسان مسؤولة بشكل مباشر عن أي إيذاء يتعرض له الطفل سواء كان مكلفا أو غير مكلف. وأكد رئيس جمعية حقوق الإنسان أن الحلول كثيرة، منها المعصم الإشعاعي الذي يوضع على يد الطفل ويعمل على تأمينه، ويصدر صوتا في حال إخراج الطفل بواسطة شخص غير مختص من داخل الحضانة أو المستشفى، إضافة إلى زرع الكاميرات في أنحاء متفرقة من المستشفى والغرف الخاصة بالمواليد لتشديد الرقابة لمنع عمليات الاختطاف. واختتم القحطاني حديثه ل «شمس» بتأكيد قدرة وزارة الصحة على حل هذه المشكلات وحماية المواليد، مضيفا أنها تتابع القضايا من هذا النوع لمحاسبة المقصرين ومنع حدوث مثل هذه الحالات مستقبلا. ميدانيا، تلقى والد الطفل المختطف من مستشفى الولادة والأطفال بالمدينةالمنورة بدر المزيني، أمس، اتصالا هاتفيا من أمير منطقة المدينةالمنورة الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز، هنأه فيه بعودة وسلامة طفله «أنس»، وذكر المزيني ل «شمس» أن اتصال أمير المنطقة كان له بالغ الأثر عليه وعلى أسرته، مبينا أن سعادته بعودة الطفل كانت واضحة من خلال حديثه وهو أمر غير مستغرب إطلاقا على مسؤولي هذا البلد، وأضاف أن الدوريات الأمنية عثرت على الطفل بعد أن أبلغهم هاتفيا بورود رسالة على هاتفه المحمول تفيد بأن طفله موجود إلى جانب حديقة البعيجان في حي العزيزية، وعليه انتقلت دوريات أمنية إلى الموقع وعثرت على الطفل ونقلته إلى المستشفى، حيث خضع لفحص طبي وتحليل تأكد من خلاله أنه طفله المختطف. وتوافد أقارب الطفل «أنس» أمس إلى مستشفى النساء والولادة بالمدينة فور تلقيهم نبأ العثور على الطفل، فيما شددت إدارة المستشفى الحراسة على المداخل والمخارج ومنعت بعض الإعلاميين من الدخول بحجة صدور تعليمات من الشؤون الصحية بالمدينةالمنورة، كما عززت الحراسة على المداخل والمخارج منذ الساعات الأولى لعملية الاختطاف. وعلمت «شمس» أن الجهات الأمنية ما زالت تواصل عمليات البحث عن الجناة، حسب أوصاف أدلى بها عاملون في الحديقة، التي عثر على الطفل بجانبها، تشمل أوصاف السيارة وأعداد من كانوا بداخلها. كما أشار المتحدث الرسمي للشؤون الصحية بالمدينةالمنورة عبدالرزاق حافظ، إلى أن توجيهات المدير العام للشؤون الصحية بالمدينةالمنورة الدكتور عبدالله الطائفي صدرت بتقديم الرعاية الصحية للطفل فور وصوله إلى مستشفى النساء والولادة والأطفال بالمدينةالمنورة، وتم الكشف عليه «الحمد لله كان يتمتع بصحة جيدة، وهو موجود حاليا برفقة والدته في المستشفى»، مضيفا أن المدير العام للشؤون الصحية انتقل إلى المستشفى لتقديم التهنئة لذوي الطفل. وأفاد فهيد البدراني، وهو مدير حديقة البعيجان بأن عمال الحديقة وجدوا الطفل خلف الحديقة مساء أمس الأول بالقرب من إحدى الفلل السكنية، وأبلغوا الجهات الأمنية التي باشرت الحادث. وكانت «صحة المدينة» أعلنت الأحد الماضي عن اختفاء «أنس» بعد يوم من والدته، وقال المتحدث باسم الشؤون الصحية عبدالرزاق حافظ «أبلغ عن فقدان طفل يبلغ من العمر يوم واحد، وكان تحت رعاية والدته وجدّته وكانت حالته مستقرة». وأضاف «فقد في تمام الساعة 7.00 صباحا، حيث عملت الممرضة كود بنك «نداء» وبناء على توجيهات المدير العام لمستشفى المدينة للنساء والولادة الدكتور علي بن حسن المحمدي أغلقت جميع بوابات المستشفى ومنع خروج الأطفال الذكور للتأكد من هوياتهم، كذلك أبلغت السلطات الأمنية المختصة التي قامت بدورها وباشرت الحادث». وكان والد الطفل أعلن مكافأة قدرها 100 ألف ريال، لمن يدل على مكان طفله، وضاعف المبلغ إلى 300 ألف ريال الثلاثاء الماضي، فيما كانت الشبهات تدور حول امرأة سمراء كانت تتجول داخل أروقة المستشفى .