كيف ترين سيدة المنزل الذي تعملين به؟ بهذا السؤال واجهت «شمس» عددا من الخادمات خلال وجودهن في أماكن متفرقة، وعلى ما يبدو فقد كان في السؤال فرصة لهن ليبحن بمشاعرهن التي اختلط فيها الأسى بالحب والإعجاب، وأحيانا ب.. الدهشة. وخلال وجودها بصحبة طفل في أحد الملاهي، بدت الخادمة «شريدة» في هيئة تدل على اهتمام أسرة مكفولها بها، لكن ذلك لا يمثل شيئا فيما سمته العطف الذي تلقاه من جانب ربة البيت، ف«خلال عامين والسيدة تعاملني بكل ذوق ولا تتحدث كثيرا وكذلك زوجها، وهم دائما مشغولون». وإلى ذلك تضيف «حتى الأعمال المنزلية ليست كثيرة، فأغلب الغسيل يذهب للمغسلة والطبيخ تتولاه السيدة رغم أنها موظفة، في حين أنني أعتني بالأطفال». وتتابع شريدة «تشتري المدام ملابس جديدة لي وتطعمني من أكلهم وحتى عندما يخرجون إلى المطاعم يأخذونني معهم، تجلس المدام في طاولة مع زوجها وطفلها الأكبر وأنا والطفل الأصغر في طاولة أخرى، وتسألني ماذا أريد أن آكل.. بصراحة أنا سعيدة معهم وليس عندي أي مشاكل». لكن سمراي، وهي إندونيسية، تعيش حالة مناقضة ف «ماما واحد بخيل -تقصد صاحبة المنزل- تخفي حتى الأكل عني وتضع لي أكلا بسيطا وتتهمني بكثرة الأكل». أكثر من ذلك، ذكرت الخادمة أنها منذ خمسة أشهر لم تحصل على راتبها، لكن ما يقلل من ضيقها أن بابا -صاحب المنزل- قال لها إنها ستتسلم جميع الرواتب قبل سفرها». وبشيء من الضيق، قالت سمراي «هناك سبعة أطفال في المنزل وصاحبة المنزل لا تعمل وصاحب المنزل موظف وأبناؤهم مزعجين للغاية. صاحبة المنزل لا تعمل شيئا سوى النوم أو الحديث في الهاتف، بينما أنا مسؤولة عن كل أعمال البيت، وحتى الطفل الصغير ينام معي وأسهر على العناية به. قررت ألا أكمل مع هذه الأسرة وأعود لبلدي وقد أخبرتهم بذلك ووافقوا». أما الخادمة كيسناء، فشكت من شيء مختلف، وهو حرمانها من ممارسة ما تراه حرية شخصية، وحسب ما قالته ل «شمس» فإن «المدام» تحرم كل شيء. وتضيف «طلبت منها أن أخلع الحجاب الذي أضعه على رأسي طول اليوم لكوني واحدة من أفراد المنزل، لكنها رفضت». مع ذلك تشهد كيسناء لصاحبة المنزل بأنها «طيبة وكريمة ومحترمة»، مشيرة إلى أن «المدام لا تعمل وتساعدني في المنزل.. أعطتني جوالا دون أن أطلب وتشتري لي بطاقات الشحن، كما تشتري لي الملابس، وحتى عندما سافرت للمرة الأولى اشترت من مالها ملابس وهدايا لأطفالي». وتقدر كنيساء لصاحبة المنزل أنها تجعلها تأكل مع الأسرة، و«أبناؤها يحترمونني ولا يصرخون بي. هي جيدة لكني أشعر بالملل، خاصة أنها تحرمني من مشاهدة الأفلام وسماع الأغاني، وحتى الإعلانات التجارية». ولا تذكر «ساهي» وهي سيلانية، إيجابية واحدة لصاحبة المنزل، وتقول «مدام تصرخ طول.. يكاد رأسي ينفجر منها». وتقول شاكية «وقبل أن أنتهي من الشيء الذي في يدي أجد قائمة من الطلبات.. تخيلوا! حتى النعل الذي تلبسه تطلب مني أن ألبسها إياه»، مضيفة «أخبرتها بتذمري ورغبتي في الرحيل»