دخلت قضية إضراب 13 معلما بالطائف مرحلة جديدة، أمس، حيث فتحت إدارة التربية والتعليم للبنين بالمحافظة تحقيقا موسعا لمعرفة خفايا هذا الوضع الذي يتم للمرة الأولى على مستوى المملكة، ويشاع أن له خلفيات خارج إطار لعبة «شد الحبل» بين مدير المدرسة وهؤلاء المعلمين. ويتبادل أهالي قرية الركنة شمال الطائف تطورات الإضراب في مجالسهم الخاصة بشيء من الاستغراب، فمنذ السبت الماضي والمعلمون مصرون على عدم مباشرة مهامهم ما لم يتراجع المدير عن قراره بإلزامهم بالحضور يومي الثلاثاء والأربعاء، خلافا لما كان معمولا به سابقا، حيث كانوا يكثفون حصصهم في الأيام الأولى من الأسبوع سعيا لإراحتهم من عناء السفر 300 كلم يوميا. وقال المعلمون تبريرا لإضرابهم إنه منذ افتتاح مجمع الركنة والعمل مستمر وفق هذا الترتيب، إلا أن المدير الجديد قرر الانقلاب على ذلك، وحرر لهم محاضر غياب. وبمجرد أن أخبرهم المدير بذلك، قام أحدهم بقيادة زملائه للانصراف بشكل جماعي. وأكد المعلمون لمديرهم أنهم ماضون في الإضراب، الأمر الذي جعل الطلاب يتبعونهم بشكل جماعي، ما أثار استغراب أولياء الأمور الذين تواصلوا مع مدير إشراف الموية ليفاجؤوا به يخبرهم أنه عاجز عن إصدار العقوبات ضد المضربين. وذكر أولياء الأمور أن مدير الإشراف ردد على مسامعهم «أنا متقاعد بعد أربعة أشهر وأنتم في حريقة». وقال فيصل المرشدي، وهو أحد مشايخ الركنة ل «شمس» إن الإضراب عن العمل حدث بشكل جزئي ومؤقت في بعض مدارس الركنة قبل ذلك، لكن هذا الإضراب هو الأقسى والأقوى»، مضيفا «تأثر طلابنا بما يحدث فهل يقبل مسؤولو التعليم بذلك؟ وهل يعقل أن يرد علينا مسؤول الإشراف بهذا القول!». وأكد المرشدي أنه تقدم بشكوى إلى مدير تعليم الطائف مفادها أن الإضراب أضر بمستويات طلاب الركنة، مضيفا أن عدوى الإضراب انتقلت إليهم من معلميهم. وتابع المرشدي « نطالب بالتحقيق فيما يحدث وإلغاء إجازة اليومين التي تجبر الطلاب على تلقي دروس أكثر من طاقتهم الاستيعابية في بداية الأسبوع». وأشار فلاج محمد العتيبي، وهو من سكان الركنة، إلى أن أحد أبنائه ردد أمامه «أنا مضرب عن العمل يومي الاثنين والثلاثاء»، في تقليد واضح لمعلميه، مشيرا إلى أن مدير الإشراف لم يحضر للمجمع معلم تربية إسلامية منذ بداية العام والطلاب لم يتلقوا أي درس في هذا المقرر. وعلمت «شمس» أن أولياء الأمور تقدموا بشكوى إلى مدير تعليم الطائف وأبرقوا إلى وزير التربية والتعليم بما حدث في المجمع. من جانب آخر، بدأ تعليم المحافظة في التحقيق في الوضع، حيث تم استدعاء أحد المعلمين ويدعى «أ.ق» لاتهامه بتجييش وتحريض المضربين على مقاطعة العمل .