أكد عدد من الخبراء والمهتمين أن مشروع إنشاء شبكة قطارات داخل مكة والذي عرضته شركة «البلد الأمين» الذراع الاستثماري لأمانة العاصمة المقدسة، أمام أمير منطقة مكة، أكدوا أنه سيقضي بشكل كبير على كافة أشكال الاختناقات المرورية التي تشهدها مكة في موسمي الحج وعمرة رمضان خاصة في المنطقة المركزية بعد ربطه بقطاري الحرمين والمشاعر. وأشاروا في حديثهم ل«شمس» إلى المشروع الذي من المتوقع وبحسب الدراسة، أن ينتهي خلال عامين ونصف العام وبتكلفة ثمانية مليارات ريال، سيكون وسيلة تنقل سريعة وآمنة وستوفر الكثير من الجهد والوقت، وأن شكل مكة العمراني يتطابق مع شكل الأودية وهو ما سيكون مناسبا لإنشاء مشاريع القطارات المعلقة. وأكد اللواء متقاعد محمد الحارثي مدير مرور مكةالمكرمة الأسبق أن تطبيق مشروع النقل الداخلي في مكةالمكرمة بواسطة القطارات فكرة عملية، فالقطارات تعد من أنظمة النقل المتقدمة في العالم فهي توفر السرعة والأمان في النقل وتقلل من كثافة المركبات الصغيرة وحافلات النقل والتي هي سبب رئيسي للازدحام المروري داخل المنطقة المركزية والمشاعر المقدسة. كما أن العبء سيخف على رجل المرور وعملية التنظيم المروري، كما أنها تسهل عملية النقل وتوفر الوقت والراحة للحاج أو المعتمر. وأضاف مدير مرور العاصمة المقدسة الأسبق اللواء متقاعد يحيى سرور الزايدي أن إنشاء قطارات داخلية واستخدام القطارات المعلقة والاعتماد عليها بشكل تدريجي في النقل سيخفف الازدحام المروري الذي تشهده المنطقة المركزية وتسهل حركة المشاة في المنطقة خاصة في شهر رمضان المبارك وموسم الحج نظرا للأعداد الكبيرة التي تأتي من الحجاج والمعتمرين، إضافة إلى الأعداد الكبيرة من المركبات والحافلات. من جانب آخر أشار نائب رئيس لجنة النقل بالغرفة التجارية والصناعية بمكةالمكرمة محمد القرشي إلى أن المشروع سيحل مشكلة الازدحام المروري في شهر رمضان ومواسم العمرة والحج وخاصة في المنطقة المركزية بنسبة 80 % «لابد من إيجاد بدائل نقل مختلفة غير السيارات مثل مشروع شبكة القطارات الداخلية سواء كانت على صورة مترو أنفاق أو قطار الكيبل لكي تتسم الحركة المرورية بالمنطقة المركزية بالمرونة والانسيابية». أما أستاذ التاريخ والحضارة بجامعة أم القرى الدكتور فواز الدهاس فلفت إلى أن مكةالمكرمة سلسلة من الجبال، فالجبال تحد مشعر منى من الشمال والجنوب وتحد مكةالمكرمة من الشرق إلى الغرب، وكل هذه عوامل تساهم بشكل كبير في إقامة مشاريع للقطارات المعلقة أسوة بما هو معمول في بعض الدول الأوروبية وماليزيا. وأشار إلى أن تطور مكةالمكرمة العمراني كان مرتبطا بانحدار السفوح الجبلية واتجاه الأودية والسهول وبالتالي فشكل مكةالمكرمة العمراني يتطابق تقريبا مع شكل الأودية، وهذا مناسب جدا لإنشاء مشاريع القطارات المعلقة. إلى ذلك ذكر رئيس قسم البحوث الإعلامية بمعهد خادم الحرمين الشريفين الدكتور عثمان قزاز أنه ستعقد في منتصف الشهر المقبل حلقة نقاش ودورة تدريبية عن التخطيط للنقل بمشاركة فريقين من جامعتي تورنتو الكندية وموناش الأسترالية، وأضاف أن حلقات النقاش ستكون عن النقل المعلق والبحث في إمكانية تطبيقه في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة ويشارك فيها باحثون من جامعة أم القرى والجامعات السعودية وخبراء في طبوغرافية مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة. من جهة أخرى يعد معهد خادم الحرمين الشريفين بمكةالمكرمة دراسة تهدف للحد من الأزمات المرورية وتجاوز الكثافات البشرية الكبيرة جراء تواصل موسم العمرة بالحج، إضافة إلى العمل على تفاصيل مشروع للقطار المعلق عبر كابلات، حيث هناك مقترحات للوصول إلى المسجد الحرام عن طريق عدة حلول على المدى البعيد، ويمكن تحقيق ذلك بأن يؤخذ في الاعتبار لتخطيط مكةالمكرمة أن تمتد صفوف المصلين مستقبلا من «المسجد الحرام» وساحاته، إلى طريق مشاة عريض، يمتد إلى مساحات كبيرة على مسافة من مسجد الكعبة، ثم تستمر طرق المشاة العريضة في الانتشار الإشعاعي لعدة كيلومترات تتخللها ساحات كبيرة في كل مسافة. وبالإمكان تزويد كل ساحة كبيرة بمسجد جامع كبير، وإحاطتها بعمائر عالية، سكنية وتجارية، لسكان مكة والحجاج والمعتمرين، بجميع ما يلزمها من متاجر، ومرافق وخدمات، حيث إنه بالإمكان استيعاب بضعة ملايين من الحجاج والمعتمرين، إضافة إلى بضعة ملايين من سكان مكةالمكرمة، عن طريق عمائر سكنية وتجارية ممتازة، بأسعار مناسبة، مع سهولة الوصول إلى المسجد الحرام للطواف والسعي. وفي أوقات الذروة تمتد صفوف المصلين إلى الساحات القريبة منهم، مما يتيح الصلاة لعدة ملايين بإمام واحد في المسجد الحرام، كما سيسهل عليهم أداء الصلوات الخمس في المساجد الكبيرة بالمساحات الكبيرة .