فريق من المرشدات خضن تجربة تطوعية كبيرة في خدمة ضيوف الرحمن خلال حج هذا العام، ووضعن بصمة مهمة في مجال دور المرأة للخدمة في جميع القطاعات والمناسبات والأحداث، وكن نموذجا مثاليا لقيمة المرأة السعودية. اقتصرت خدمات الفريق بمركز الأطفال التائهين هذا العام على مجال رعاية وإرشاد الأطفال التائهين، وذلك أحد مجالين حددهما الفريق لعمله في خدمة الحجاج، فيما تم تأجيل المجال الثاني وهو خدمة الحجاج المرضى إلى العام المقبل. تقود الفريق حرم وزير العمل مها فتيحي التي ترى أنهن حققن أهدافهن في خدمة ضيوف الرحمن، وأوجدن آليات عمل جديدة في مجال معالجة رعاية الأطفال التائهين وإعادتهم لذويهم «لم يبق حتى ظهر اليوم ال12 من ذي الحجة سوى خمسة من أصل نحو 100 طفل مفقود هم إجمالي الأطفال التائهين هذا العام، أي ما نسبته %5». وتضيف «خدماتنا تبدأ من حين التوصل إلى مكان الطفل التائه، ثم وصوله للمركز ثم تقديم الرعاية الكاملة واللازمة للأطفال التائهين، وكذلك اتخاذ الإجراءات الخاصة بالوصول لمعلومات الأطفال وتعميمها ونشرها مع صورهم». وعبرت فتيحي عن سعادتها وكافة المشاركات ضمن الفريق بما حققنه من إنجاز في حج هذا العام في مشعري عرفة ومنى «إضافة إلى خدماتنا التي قدمناها فإننا تعرفنا على ما نحن قادمون عليه في مواسم الحج التالية من حيث عدد الفريق والاحتياجات التدريبية والتأهيلية له، حيث سننطلق من أرضية صلبة، وسينضم لنا العديد من الراغبات في المشاركة في هذا العمل المهم». احتضان ورعاية وعن آليات استقبال الأطفال في المركز الذي يعمل به الفريق وطريقة التعامل معهم، توضح إلهام قشلان، مشرفة بفريق المرشدات «أول ما يأتي الطفل يكون بالعادة خائفا ومرهقا من شدة البكاء والمشي والبحث عن ذويه، فنحتضنهم كما تفعل الأم الحقيقية لينالوا قسطا من الحنان يهدئ من مخاوفهم ويشعرهم بالأمان ويشجعهم على الحديث وإعطائنا معلومات عنهم والتأقلم مع المكان، ثم نقوم بتصويرهم وإخضاعهم للاستحمام وتقديم الأكل اللازم لهم، ونحاول أخذ معلوماتهم منهم بقدر المستطاع، وغالبا ما تكون تلك المعلومات بسيطة بسبب عامل السن والإدراك وأيضا للحالة التي يكون فيها الطفل». وتضيف «نستعين في بعض الأحيان بمترجم من نفس جنسية الطفل، وتعمل المرشدات اللائي تدربن على هذه الخدمة على طمأنتهم واحتوائهم نفسيا وإشعارهم بأنهم سيجدون ذويهم، ويتزامن مع ذلك وضع بياناتهم وصورهم على الموقع الخاص بذلك وتجهيزها لهاتف الاستعلام الخاص ليتم التعرف عليهم سريعا من ذويهم». مواقف ومشاهد من جهتها تقول نوال الموسى، مشرفة بفريق المرشدات «في حالة تلقي أي بلاغ عن الأطفال التائهين فإنه يتم تبادل المعلومات بين مراكز الإرشاد كافة، وذلك باستخدام الاتصال اللاسلكي الذي يعمل به للعام الأول ويستخدم بشكل موسع، فإذا قام الأهل بإبلاغ أحد مراكز الإرشاد عن فقد طفلهم فإن كافة مراكز الإرشاد تصلها المعلومة». وقد عبرت جميع المرشدات بالمركز عن تصميمهن على الاستمرار في أداء هذه الخدمة الإنسانية، وذلك لما شعرن به من ملامستها لحاجات الحجاج الماسة لها، وكونها خدمة إنسانية نبيلة تتجلى في المواقف التي شاهدنها عندما يلتئم شمل طفل مع والديه ويجدون بعضهم بعد تعب وبحث متواصل ويأس أحيانا، ويستشهدن بحالة الحاجة الباكستانية التي فقدت طفلتها، وبعد يومين من ضياعها كادت تفقد الأمل في أن تعثر عليها وكان التعب قد أعياها، فساقتها إرادة الله إلى إحدى البرادات القريبة من المركز الكشفي لتشرب الماء، وهناك كانت ابنتها تمرح مع قريناتها، فلم تكن مصدقة وكانت صدمة الفرحة كبيرة جدا عليها واحتضنتها وبكت بكاء مريرا هي وابنتها حتى أبكت معها جميع المرشدات.