فلسطينيو إسرائيل، ذلك هو مسمى الفلسطينيين الذين يعيشون داخل ما يعرف بالخط الأخضر، وهم بحسب اتفاقيات السلام عرب 1948 الذين بقوا داخل حدود الدولة الصهيونية مع احتفاظهم بهويتهم العربية، وهم بهذا الوضع يعيشون ظروفا حياتية قاسية باعتبارهم أقلية تحت سلطة الاحتلال الإسرائيلي، وذلك ما يجعلهم يرزحون تحت سيل من المضايقات اليومية سواء من السلطات الإسرائيلية أو المستوطنين الذين يحيطون بهم. سكان القدسالشرقية، على سبيل المثال، يتقدمون دوما بطلبات للحصول على ترخيص للبناء، ولكنهم نادرا ما يحصلون عليها، ما يضطرهم إلى إقامة مبانيهم دون ترخيص، فتصدر البلدية تعليماتها بهدم تلك المباني والمنازل، وفي المقابل يقوم المستوطنون ببناء العديد من المستوطنات سواء في القدس أو الضفة الغربية، وليس هناك من يحاسبهم على الترخيص. ولعل الأسوأ من ذلك هو وضع القرى البدوية في النقب، التي لا تعترف بها السلطات الإسرائيلية ما يحرمها من التطوير والخدمات، ويبقيها تحت تهديد الهدم، ويتعرض البدو في إسرائيل لمعاملة قاسية على الرغم من أنهم كانوا يرسلون أبناءهم للخدمة في الجيش الإسرائيلي، دون بقية العرب الفلسطينيين من سكان الدولة الصهيونية. في المصيدة الباحث الإسرائيلي البارز البروفسور يهودا شنهاف يكشف الأبعاد غير الأخلاقية لتعامل السلطات الإسرائيلية مع عربها وتحايلها على أي مفاوضات بشأن تسوية الدولتين، ويكشف في كتابه الجديد «في مصيدة الخط الأخضر» أن اليسار الإسرائيلي يتبنى فكرة الدولتين للاحتفاظ بامتيازات اليهود الغربيين، وإسرائيل ترى المستوطنين كبش فداء بواسطته تطمح للحصول على شهادة بأخلاقيتها وتكفيرا عن ذنوب 48. ويشدد شنهاف على أن جميع مشاريع التسوية القائمة على فكرة الخط الأخضر انهارت وستنهار على الرغم من الدعم الدولي لها، ويدحض الرؤية الإسرائيلية التي تعزو الفشل لغياب الشريك الفلسطيني. ويقول إن الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي يتحدثان منذ قبل اتفاقات أوسلو حتى بلغتين زمنيتين لا تلتقيان: لغة 1967 ولغة 1948 ويدعو الإسرائيليين لمواجهة قضية 48 بشجاعة لأن عدم الاعتراف بها لا يعني تبخرها، ولإهمال فكرة «الخط الأخضر» معتبرا إياها أسطورة ثقافية ترتبط بمصالح اقتصادية سياسية وثقافية لطبقة ليبرالية واسعة في إسرائيل التي تعرف باليسار. قلم رصاص أخضر ويستذكر شنهاف أن الخط الأخضر هو خط تعسفي تم إقراره عقب حرب 48 في اتفاقية الهدنة في رودس عام 1949 بين إسرائيل والدول العربية، وهو خط حدود إداري لفصل القوات سمي كذلك لاستخدام معديه قلم رصاص أخضر، ويعد أهم إنجاز لإسرائيل كونه يمنحها 78 % من البلاد. ويشير إلى أن إقفال قضية 48 من قِبل إسرائيل ينم عن دوافع عدة منها الخوف، مصالح اقتصادية سياسية، الحاجة إلى التنازل عن نظام امتيازات في مجالات مختلفة من الحياة. كما يأخذ على اليسار عدم توفير حل لمشكلة الاستيطان معتبرا نقل 300 ألف مستوطن مهمة غير واقعية، ويتهم تصوراته للتسوية بتجاهل حقيقة محو الخط الأخضر من الواقع والوعي معا لدى الإسرائيليين. مخاوف ديموغرافية ويؤكد شنهاف أن المخاوف الديموغرافية والرغبة بدولة يهودية متجانسة عرقيا هي التي تحرك مطالبة اليسار بالانفصال عن الفلسطينيين، وتقطيع أوصالهم وترحيلهم، وتقف خلف القرار عام 2002 ببناء الجدار .