أشعر بأن هناك مدربين لا يمكن أن يعملوا إلا في منطقتنا «ستاند باي»؛ ففي الوقت الذي تريدهم تجدهم.. بداية الموسم أو منتصفه أو حتى نهايته! وعلى الرغم من أني كنت أحد المعجبين بكالديرون وكنت من القلة الذين لم يركبوا الموجة عندما كتبت أن إبعاد كالديرون عن تدريب المنتخب السعودي كان خطأ، إلا أنني وجدت نفسي مرغما على وضع كالديرون في قائمة المدربين، التي تضم ديمتري وأوسكار وهايبكر وغيرهم الكثير. تلك القائمة التي تضم مدربين لا يدربون إلا في منطقتنا العربية أو الخليجية تحديدا، وتستطيع فرقنا إحضارهم في أي وقت. ديمتري جاء للاتحاد كثيرا وذهب للأهلي ودرب في الإمارات. أوسكار كان متخصصا في المربع الذهبي فقط؛ فدرب الهلال والاتحاد والشباب.. تحديدا في المربع الذهبي. هايبكر درب الشباب وذهب ثم عاد نهاية الموسم التالي، ثم ذهب ثم عاد نهاية الموسم الماضي للاتحاد وذهب. وها هو كالديرون يعود إلى الهلال في منتصف الموسم وبكل سهولة. قد يقول البعض: وما المانع في ذلك، خاصة أنهم يأتون ويحققون البطولات؟ نعم هم يحققون البطولات ولكن يبقى السؤال المهم وهو: ما مدى تأثيرهم في اللاعب السعودي وفي فرقنا وفي كرتنا، خاصة أن هؤلاء المدربين الذين ذكرتهم يدربون أكبر الفرق لدينا ومعظم لاعبي منتخبنا الأول؟ في اعتقادي أن أحد عوامل تراجع كرة القدم في السعودية هو اعتمادنا على هؤلاء المدربين المستهلكين، الذين أعطوا كل ما عندهم ولم يعد لديهم جديد. هؤلاء المدربون الذين يأتون عدة مرات بحجة معرفتهم بالكرة السعودية وهذه الحجة التي أرى أنها خطأ كبير تقع فيه معظم فرقنا؛ فالأهلي مثلا أحضر نيبوشا منتصف الموسم؛ فحقق بطولتين وذهب، وعندما عاد مرة أخرى بحجة أنه يعرف الكرة السعودية لم يحقق شيئا.