رأيت أن مطالعة الكتاب صيانة للنفس عن مخاطر الحياة وبعد لها عن عجمة الأنباط، وربيع في عقول الحكماء، وإفادة من الحياة بطريقة سليمة.. وأن صرف أشرف الأوقات في قراءة أشرف الكتب، كتاب الله العظيم، وقرآنه الكريم.. ثم بعد ذلك الأشراف من المعارف والعلوم.. مع المراوحة بين الجد والراحة حتى تتمكن من الإفادة مما قرأت مع وجود المسوغات للإفادة من قراءتك كوجود المكان المناسب، والضوء المناسب، والكتاب المناسب، والوقت المناسب، والجلسة المناسبة، وغير ذلك من دواعي الإفادة من القراءة. واجعل لنفسك تخصصا تلم بكل ما فيه من دقيق وجليل ثم احظ من كل شيء بشيء. لتكون قاعدة فهم عريضة، وتستفيد من وقتك، وحياتك.. واجعل جدولك ثابتا لا يتغير، ولا يتزحزح.. لتفلح وتنجح.. ولكل صاحب لذة نزهة أبدا ونزهة عالم في كتبه.. فإن الكتاب صديق لا يخون.. ولكن كن كما قال الخليل بن أحمد اجعل ما في كتبك رأس مال، وما في صدرك للنفقة... فالله.. الله. وتذكر: • أنك عندما تجمع الكتب تجمع السعادة. • بيت بلا كتب جسد بلا روح. • المطالعة للنفس كالرياضة للبدن. • من يكتب يقرأ مرتين. • ليست العبرة في كثرة القراءة بل في القراءة المجدية. • الفكر بحر لؤلؤته الحكمة. • اقرأ قليلا، واستوعب كثيرا، واعمل بكل ما تعلمه.. ثم إن مثل هذه الأوقات التي تجمع بين وقت فاضل للعبادة، ووقت فارغ كالإجازة، ينبغي على الإنسان أن يستثمر وقته فيما ينفعه كقراءة القرآن وقراءة تفسير آي الحج مثلا، خاصة فيما يتعلق باستخراج مقاصد الحج وعبره، والتفتيش عن ثماره اليانعة والتي يغفل عنها كثير من الحجاج، ومما لا يمكن تفويته هو النظر في كيفية استثمار غير الحجاج لوقتهم في موسم الحج، فمن خلال صوم وذكر وعبادة وقراءة للقرآن، كل هذا يجعل من موسم الحج مركزا للصيانة من الأدران التي تعلق بنفس الإنسان طول العام.