بمشاركة سعودية فاعلة اختتمت قمة مجموعة العشرين في العاصمة الكورية الجنوبية سيئول أمس أعمالها ببيان مشترك أغفل الخلافات الرئيسية بين زعماء الدول الأعضاء، لكن الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونج باك قال في ختام القمة التي ضمت أقوى 20 دولة اقتصاديا: «توصلنا لنتائج محددة وملموسة» واصفا ما توصلت إليه القمة بأنه «اتفاق تاريخي»، رغم أن البيان الختامي جاء مبهما بشأن أمور محددة وجرى ترحيل الكثير من التفاصيل إلى اجتماعات في المستقبل، حيث تم استبعاد أي حديث عن «تخفيض العملات» نظرا للمعارضة الصينية. وشملت مجموعة العشرين للمرة الأولى في أجندتها موضوع التنمية مع إلزام القادة أنفسهم بخطة عمل لعدة سنوات بهدف تعزيز الأمن الغذائي وسد الفجوة بين الدول الغنية والفقيرة. وجاء في البيان الذي تم إعداده بعد اجتماعات مطولة بين نواب وزراء المالية لمجموعة قمة العشرين، وضع التعليمات الخاصة بالحسابات الجارية في النصف الأول من العام المقبل ووضع خطة الائتمان المرن لدول متعددة الالتزام بسياسات صرف العملات اعتمادا على مبدأ السوق وإعادة النظر في مرونة معدل صرف العملات. وشمل إعلان سيئول التأكيد على مبدأ التعاون في السياسات الخاصة بصرف العملات والذي يؤكد على المساعي المشتركة بين الدول المتقدمة والدول الناشئة ومكافحة التجارة الحمائية وإزالة العناصر التي تعرقل نمو الدول النامية، وأن تقوم الدول المتقدمة بإنشاء وتنفيذ الخطة الخاصة بالسلامة المالية، لكن تتوخى الحذر من مخاطر التنفيذ المتوازن أو عدم المتوازن. وتعهد قادة القمة بالالتزام الكامل بالمعايير الدولية الجديدة مثل لوائح رؤوس الأموال للبنوك والمساعي لإصلاحات إضافية في المستقبل والإصلاحات الهيكلية التخصصية طبقا لظروف كل الدول من أجل زيادة الطلب، وتوفير فرص العمل وإعادة التوازن الدولي وتكامل القوة الكامنة للنمو. ورحب البيان بإصلاح الحصص في صندوق النقد الدولي، والترحيب بالإنجازات مثل تحويل الحصص للدول الناشئة إلى أكثر من 6 %، كما تبنى لوائح المؤسسات المالية الكبرى SIFI إضافة إلى وضع اللوائح Basel على رؤوس الأموال البنكية والسيولة وتجديد التأكيد على التعهد بstandstill الخاص بتجميد الإجراءات الإضافية للتجارة الحمائية حتى عام 2013، والاتفاق على ضرورة تنفيذ أجندة التنمية من أجل تخفيف الفقر للدول النامية. وفي المؤتمر الصحفي الذي عقده عقب انتهاء جلسة العمل الأخيرة قال الرئيس الكوري لي إن القادة اتفقوا على تطبيق نظام صرف العملات اعتمادا على مبدأ السوق ليعكس الأسس الاقتصادية مع السماح بالمرونة في سوق العملات، وطلب من شركائه في مجموعة العشرين المجتمعين في قمة في سيئول، تقديم تنازلات من أجل التوصل إلى اتفاق في معالجة الخلل في الاقتصاد العالمي. وعقب ختام القمة أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما وجود توافق واسع في العالم حول السبل الواجب اتباعها لتحقيق انتعاش اقتصادي عالمي. فيما قال رئيس الوزراء الياباني ناوتو كان إن بلاده اتفقت مع الاتحاد الأوروبي على البدء في محادثات رفيعة المستوى بهدف إطلاق مفاوضات تجارية خلال قمة بين الجانبين تنعقد العام المقبل. وكانت قمة العشرين بدأت أعمالها ظهر الخميس «حسب توقيت مكةالمكرمة» في جو عاصف على خلفية «حرب العملات» خصوصا بين الصين وأمريكا. وحملت القمة الخامسة للمجموعة شعار «النمو المشترك ما بعد الأزمة» وناقشت جلسات الأمس كيفية التوصل إلى التعاون الدولي لتحقيق النمو الاقتصادي العالمي المستدام والقوي والمتوازن. وبدأت الجلسة الأولى وهي بعنوان «النمو الاقتصادي وإطار العمل-2» برئاسة الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونج باك، وأكد الرئيس الكوري الجنوبي خلالها على أهمية تحقيق تقدم في القضايا المتعلقة بحل حرب العملات. وفي الجلسة الثانية، دار نقاش القادة حول شبكة السلامة المالية العالمية وإصلاحات صندوق النقد الدولي، حيث رحب القادة بما اتفق عليه في اجتماعات وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية، وأعرب الرئيس الأمريكي باراك عن أمله بأن تتحرك الصين قريبا في اتجاه رفع سعر اليوان «الأدنى من قيمته الفعلية» إلى مستوى تحدده السوق .