رغم كل ما يحيط بها من خطر هي وأفراد أسرتها إلا أن الأرملة السعودية أم عبدالله التي أنهكتها 70 عاما في الحياة، تمسكت بالبقاء في منزلها المتهالك جدا في حي البطحاء في الرياض، وسط تحذيرات الدفاع المدني الواضحة بضرورة إخلائه فورا؛ نظرا لما يشكله من تهديد لحياتها وحياة أبنائها الثمانية وأطفالهم، لوجود تشققات في السقف العلوي، ما قد يؤدي إلى سقوطه في أي لحظة. والداخل إلى منزل أسرة الأرملة يتعجب من كيفية صمود هذا السقف كل هذه المدة رغم اتساع شروخه وفتحاته، فالأخشاب تفككت وأصابها الوهن وبعض مواد البناء تساقطت على أرضيات المنزل معلنة أن لا مجال لأي احتمالات بالصمود أكثر من ذلك. ولا تعاني أم عبدالله وأسرتها فقط من الخوف من سقوط السقف، بل من تسلل الحرارة الشديدة إليهم والحشرات بأنواعها في الصيف والبرد والأمطار في فصل الشتاء من تلك الفتحات الكبيرة الموجودة في السقف؛ وهي مضايقات تجعل المنزل لا يطاق لكنهم يتجملون بالصبر والدعاء إلى الله بأن يحفظ لهم بيتهم فهو على الأقل يسترهم من التشتت والبقاء في العراء. خيار وحيد وقالت أم عبدالله ل«شمس» إن ظروفهم المادية وقلة حيلتهم هي التي أجبرتهم على العيش في هذا المنزل رغم خطورته «يظل هو خيارنا الوحيد؛ فنحن لا نملك قوت يومنا، فكيف نستطيع توفير أجرة منزل جديد»؟. وأشارت إلى أن أبناءها عاطلون عن العمل ما عدا واحدا منهم يعمل براتب متواضع ولديه سبعة أطفال ويقيمون جميعا في المنزل نفسه، وهذا ما يزيد من صعوبة الأمر، ومن إحساسها بالخوف على حياتهم: «نعم أعلم أنها مخاطرة كبيرة.. لكن الحياة تجبرك أحيانا على خيارات مجنونة جدا، وما أقسى أن تجبر على أن تعيش هذه التجربة». وعن الكيفية التي ينامون بها تحت هذا السقف الآيل للسقوط قالت أم عبدالله إنها تنصح دائما أبناءها وأحفادها بالنوم في زوايا المنزل وتغطية وجوههم بالوسائد خشية سقوط السقف فهي على الأقل ستخفف من وقع الصدمة عند سقوط أي شيء عليهم. فشل كلوي ورغم ما يبدو على أم عبدالله من قوة وعزم، إلا أن المرض وتقدم السن لم يتركاها في حالها «أعيش بفشل في وظائف الكلى؛ الأمر الذي اضطرني إلى مراجعة مستشفى الملك خالد الجامعي لإجراء غسيل دوري للكلى وهي عملية مرهقة وتستمر ساعات طويلة ولا أنفك أرتاح منها يوما إلا وتجدني موصولة بأجهزة الغسيل في اليوم التالي». وعن مساعدات الجمعيات الخيرية لهم ذكرت أنها لم تر منهم شيئا فهي تستعين بعد الله بمساعدات فاعلي الخير الذين يوفرون لها بعض الاحتياجات الضرورية «لا أقارب لي في الرياض، وحتى لو كانوا موجودين فمن الصعب الذهاب إليهم مع أبنائي وأحفادي.. فلا أحد يتحمل كل هذا العبء إلا منزلي؟» .