يفز من مكانه وقد استشاط غضبا بعد أن سمع من رفاق «الشبك» أن منافسه «هداج» يتحرش ب «مطنوخة» وهو من أمضى الليالي مولعا بها وينافس في «المزاين» بحثا عن قصيدة يلقيها شاعر على أذن مالكه مرصعة باسمه ليختال بها أمام حبيبته. أخذ يجوب الشبك عاقدا حاجبيه مندهشا كيف لذلك «البعير» أن يقترب من معشوقته وهو لا يملك ربع وسامته التي بفضلها لقب ب «الأطخم»!. وخرج بوعد قطعه على نفسه بأن يجتهد ويفوز على منافسه في «السباق» ويعلن بعدها ارتباطه ب «الناقة الحلم» ورد اعتباره أمام رفاق «الفلا» الذين سخروا منه. وبدأ الأطخم في رفض كل ما يقدم إليه حتى أثار حماس «مالكه» وأخذ يغدق عليه المال فوصل به الأمر إلى وقف جميع استثماراته وإعلاناته ليقدم له علفا باهظ الثمن يحتوي على نسبة عالية من البروتين. مرت الأيام وأتى الموعد وصاحبنا ينضح بالطخامة حتى راهنت لجنة «التحكيم» على فوزه وأخذت تعد العدة للاحتفاء به على مسمع منه دون عناء الحضور فهو لا يأكل لحم أخيه ميتا، وتهافتت الأيدي تصافح «رقبته» وتتعشم في ليلة صاخبة تقطع فيها رؤوس من لم يحالفه الحظ في دخول المسابقة. استعد أمام المنصة وبدا واثقا بينما كان «هداج» كتوما لا يبدي أي شعور، وما هي إلا دقائق حتى أعلن السباق ومطنوخة في «الشبك» قلقة بشأن مصيرها ومع من ستكون ليلتها، أخذت الإبل في الانطلاق ولفت الانتباه لمفاتنها وهي تمشي «الهوينى» مرة وضرب من الزفيف مرة أخرى ومع تناغم «الآبال» يخرج الأطخم «صائلا» وأخذ ينبل حتى تنخنخ وأخذ في الهدير، بينما بقي «هداج» مواهقا ليعلن انتصاره ويعلن معها مالك المزيونة «مطنوخة» تزويجه إياها حسب الوعود المتفق عليها ليطير البعير فرحا شاكرا في نفسه ما جلبه له ذاك «المشعوذ» من حظ، فيما زج بالبعير العاشق في «الشبك» بانتظار وليمة يكون المذبوح فيها على شرف «سباق المحالب».