بادر كثير من حجاج بيت الله الحرام حين وصولهم إلى الأراضي المقدسة إلى تغيير توقيتهم الزمني وضبط عقارب ساعاتهم اليدوية وأجهزة جوالاتهم بحسب ساعة مكةالمكرمة، حيث يشاهد أكثر من مليوني حاج هذا العام أكبر ساعة في العالم والتي تعد معلما جديدا بمهبط الوحي على ضيوف الرحمن هذا العام. وتشاهد ساعة مكةالمكرمة التي يعلو لفظ الجلالة جهاتها الأربع من على بعد 30 كيلو مترا، ويتم هذه الأيام العمل على الانتهاء من الواجهة الخلفية لها، حيث تتكون واجهاتها من 43 ألف متر مربع من مادة «الكاربون فايبر» المتطورة التي تستخدم في صناعة الطائرات الحديثة، وتتميز هذه المادة العالية التقنية بقوتها العالية التي تزيد على ثلاثة أضعاف قوة الحديد، إضافة إلى قدرتها على مقاومة الظروف الجوية القاسية. الهلال الأكبر وقد غطيت واجهة الساعة المزخرفة ب 98 مليون قطعة من الفسيفساء الزجاجية الملونة، ويبلغ طول عقارب الدقائق 22 مترا، وطول عقارب الساعة 17 مترا، ويزن كل عقرب ستة أطنان صنعت من مادة «الكاربون فايبر»، كما تتكون الساعة من أربع واجهات تبلغ مساحة الواجهتين الأمامية والخلفية 43*43 مترا، فيما تبلغ مساحة الواجهتين الجانبيتين نحو 34*39 مترا، ويمكن رؤية عبارة «الله أكبر» فوق الساعة، حيث يصل طول حرف الألف في كلمة لفظ الجلالة «الله» إلى أكثر من 23 مترا، ويبلغ قطر الهلال 23 مترا، وبذلك يكون أكبر هلال تم صنعه حتى الآن، ويمكن رؤية عبارة «لا إله إلا الله محمد رسول الله» فوق الواجهتين الجانبيتين للساعة. 36 ألف طن وتتكون الساعة المصممة على الطراز الإسلامي طبقا لأدق معايير السلامة من مستوى قاعدي يحتوي على شرفة للزائرين تقع تحت واجهات الساعة الأربع، والتي يبلغ الوزن الإجمالي لها 36 ألف طن، وتم إنشاؤها فوق هيكل حديدي يبلغ وزنه 12 ألف طن تقريبا، ويتكون الهيكل الحديدي من نحو 14 ألف قطعة فريدة تم صنعها بشكل متقن ودقيق، ويصل وزن بعض القطع الأثقل وزنا إلى ما يقارب 16 طنا، وقام ما يزيد على 250 عاملا مسلما ذوي مهارات عالية في أعمال الحديد بلحام أجزاء الهيكل الحديدي على ارتفاع يبلغ نحو 600 متر، وتم استخدام سبع رافعات في أعلى برج الساعة للقيام بأعمال التركيب والتثبيت، فيما أضيفت أربع رافعات دائمة فوق أعلى الساعات الأربع تبلغ طاقة كل منها ستة أطنان من أجل أعمال الصيانة. طاقة شمسية وكهربائية وصنعت محركات الساعة وطورت من قبل صانع رائد في مجال صناعة ساعات الأبراج، حيث يبلغ وزن كل محرك ما يزيد على 21 طنا، وعلى هذا النحو فإن محركات ساعة مكة هي أكبر وأثقل المحركات التي تم صنعها حتى الآن، وتولد الألواح الشمسية الطاقة الكهربائية لتشغيل محركات الساعة، كما ترتبط الساعة بالشبكة الكهربائية العامة لمكةالمكرمة لتزويدها بطاقة كهربائية إضافية، ولكل واجهة من واجهات الساعة الأربع محرك خاص بها تتناسق مع بعضها عبر إشارة وقتية واحدة، ويتم ضبط الساعة عن طريق توقيت مكةالمكرمة المستقل الذي يأخذ معلوماته من خمس ساعات ذرية عالية الدقة تشكل الجزء الأساسي من مركز توقيت مكةالمكرمة. 21 ألف مصباح وبعد الانتهاء من التشغيل التجريبي لساعة مكة الذي يستمر ثلاثة أشهر، سيتم ربط مركز توقيت مكةالمكرمة بشبكة التوقيت العالمي «يو. تي. سي» التي يوجد مقرها في باريس، وإضافة إلى ذلك ستبث هذه الإشارة الوقتية عبر قنوات التليفزيون الفضائية المحلية والعالمية وإلى الإذاعات المختلفة، وتتكون واجهة الساعة من أربع حواف مزخرفة ووحدات تحديد الدقائق والساعات يتوسطها أكبر شعار وطني سعودي تم صنعه حتى هذا الوقت، كما أنه في بعض المناسبات الإسلامية كدخول الأشهر الهجرية والأعياد، ستتم إضاءة 16 حزمة ضوئية عامودية خاصة تصل إلى ما يزيد على عشرة كيلومترات نحو السماء، وتبلغ قوة كل حزمة ضوئية عشرة كيلووات، وسيبث أذان المسجد الحرام مباشرة من أعلى ساعة مكة عبر مكبرات صوت خاصة بحيث يمكن سماع الأذان في محيط المسجد الحرام، وذلك من مسافة سبعة كيلو مترات تقريبا، وأثناء الأذان، تتم إضاءة أعلى قمة ساعة مكة بواسطة 21 ألف مصباح ضوئي يصدر أضواء لامعة باللونين الأبيض والأخضر، يمكن رؤيتها من مسافة تصل إلى 30 كيلو مترا من البرج، وهي تشير بذلك إلى وقت دخول الصلاة، كما تمكن هذه الإشارات الضوئية ذوي الاحتياجات الخاصة كضعيفي السمع مثلا أو الذين يوجدون على بعد من المسجد الحرام من معرفة وقت دخول الصلاة، وتكون واجهة الساعة باللون الأبيض، والمؤشرات باللون الأسود نهارا، والأبيض ليلا .