ككثير من قراء لغة الضاد، أدين للمترجم الفلسطيني صالح علماني بفضل كبير عبر رف كامل من أدب أمريكا اللاتينية بدءا بجابرييل غارسيا ماركيز وإيزابيل اللندي وليس انتهاء بصاحب نوبل لهذا العام ماريو فارجاس يوسا. كذلك الحال ينطبق مع الراحل الدكتور سامي الدروبي الذي نقل إلى العربية روائع الكتب الروسية في القرن ال19، وأيضا عبدالقادر عبدالله مترجم أغلب روايات الكاتب التركي أورهان باموك. رجال نذروا أنفسهم للترجمة ولولاهم لم نتمكن من قراءة تلك الكتب. لكن اللافت في الأمر أن علماني ورفاقه من المترجمين العرب، بدؤوا وكثير منهم لا يزال يترجمون إلى العربية باجتهاد شخصي من دون الاتكاء على دعم أي من المؤسسات الحكومية التي تعنى بالترجمة رغم مشقة هذا العمل الذي يستنزف الكثير من وقتهم، بل إن منهم من ظل يترجم وهو على رأس العمل ولم يتفرغ لهوايته الممتعة والشاقة إلا بعد التقاعد، كما حدث مع صالح وكأنهم بذلك يعلنون وبشكل غير مباشر فشل المؤسسات التي أخذت على عاتقها النقل إلى اللغة العربية. حين أتأمل أغلفة أعمال كبار الكتاب الغربيين تداهمني رغبة قراءة هذه الكتب مترجمة إلى العربية بقلم مترجمين سعوديين. صحيح أن لدينا الكثير من المهتمين بالترجمة خاصة اللغة الإنجليزية ونجد أعمالهم منشورة في المواقع الثقافية على الإنترنت وكذلك في بعض الصحف، لكن تلك الاجتهادات لم تخرج من إطار الهواية وظلت حبيسة لمزاج المترجم لذلك لا نرى تهافت دور النشر عليهم، كما يحدث مع المترجمين من بلاد عربية أخرى. أتمنى لو أن المترجم السعودي تخلى قليلا عن نرجسيته وألا ينتظر أن تأتي إليه دور النشر وتطلب أعماله، بل عليه أن يشعرها بجديته في مشروعه حتى يكسب ثقة الناشر والقارئ في آن واحد. كما حدث مع كتاب الرواية والشعر الذين أصبحوا هدفا ومطمعا لأي دار نشر عربية رغم التفاوت الواضح في مستويات الأعمال السعودية.