تفقد أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية، الأمير خالد الفيصل، أمس، ميناء جدة الإسلامي للوقوف على ما تم إعداده وتجهيزه من خدمات لحجاج بيت الله الحرام القادمين عن طريقه. وفور وصوله إلى أرصفة الركاب بالميناء استقبل الفوج الأول من ضيوف الرحمن القادمين إلى المملكة من ميناء بور سودان والبالغ عددهم 630 حاجا سودانيا، وهنأهم بسلامة الوصول وتمنى لهم حجا مبرورا وسعيا مشكورا. وأكد الأمير خالد الفيصل للحجاج القادمين «أن كل الجهات المعنية وذات العلاقة بالمملكة وفرت لكم كل التسهيلات والتجهيزات الآلية والبشرية لراحتكم وفي سبيل أدائكم الفريضة في يسر وسهولة، وأن ذلك أمر تتشرف به هذه البلاد وقادتها وشعبها، ونتمنى لكم طيب الإقامة في الديار المقدسة». وتضمنت مراسم حفل الاستقبال قيام الحجاج القادمين على متن الباخرة بالسلام على أمير منطقة مكةالمكرمة وتسلموا من يده هدية عبارة عن حقيبة تحوي العديد من مستلزمات الحاج الضرورية. وقام الأمير خالد الفيصل بجولة تفقدية شملت مشروع توسعة محطة الحاويات الشمالية والتي وضع حجر الأساس لتوسعتها في زيارته خلال عام 1429ه، وتعد أكبر توسعة تشهدها محطات الحاويات في ميناء جدة الإسلامي بتكلفة إجمالية قدرت ب543 مليون ريال لتوسعة وتأهيل الأرصفة الثلاثة لمناولة الحاويات حيث أصبح طول أرصفة المحطة 1730 مترا، وبذلك ترتفع طاقة المناولة بالمحطة من 1.7 مليون حاوية إلى 2.5 مليون حاوية، مع تحقيق معدلات مناولة عالية باستخدام أحدث معدات المناولة وأنظمة التشغيل الآلية المتقدمة. ووجه بأهمية العمل على استكمال وإنجاز المشروع في أسرع وقت للاستفادة منه في استقبال البضائع الواردة للمملكة عبر الحاويات لتمكين السفن من الدخول للأرصفة فور وصولها في جميع الأوقات مع تحقيق معدلات مناولة عالية باستخدام أحدث معدات المناولة وأنظمة التشغيل مما يرسخ موقع ميناء جدة الإسلامي بين موانئ العالم الكبرى لمناولة الحاويات كميناء محوري هام. ووضع الأمير خالد الفيصل حجر الأساس لمشروع أنظمة الفحص الإشعاعي التابعة لجمرك ميناء جدة الإسلامي بمحطة بوابة البحر الأحمر للحاويات، والذي تبلغ تكلفتها أكثر من 44 مليون ريال (44.187.242)، كما وضع حجر الأساس لمشروع تحديث وتطوير بوابات ميناء جدة الإسلامي بتكلفة إجمالية قدرت ب15.972.810 ريالات. كما دشن مشروع تحديث شبكة الميناء الكهربائية ومحطاتها الفرعية، وشاهد عرضا مرئيا عن تفاصيل المشروع، حيث بلغت قيمة أعمال التحديث أكثر من 181 مليون ريال. وأشاد الأمير خالد الفيصل بالدعم الكبير الذي تقدمه الدولة لجميع القطاعات الحكومية منها والخاصة وما توفره من مناخ ملائم وتشجيع غير محدود، منوها بجهود المخلصين من أبناء الوطن وما يقدمونه في سبيل المحافظة على مكتسباته والارتقاء بمستوى الأداء، وحث كل العاملين على إبراز الوجه الراقي والحسن للإنسان السعودي الذي شرفه الله أن يكون في خدمة حجاج بيته الحرام. من جهة أخرى، أوضح وزير النقل رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للموانئ الدكتور جبارة الصريصري، أن ميناء جدة الإسلامي أصبح قادرا على مناولة كميات كبيرة من البضائع وبأساليب متطورة، حيث تمكن خلال العشرة الأعوام الماضية من مناولة أكثر من 330 مليون طن من البضائع وأكثر من 20 مليون حاوية قياسية، وما يزيد على مليون رأس من المواشي، ونحو أربعة ملايين سيارة وأكثر من ثمانية ملايين راكب، كما بلغ عدد السفن التي استقبلها الميناء 44600 سفينة. من جهة أخرى، عبر الحجاج السودانيون القادمون على متن الباخرة عن مشاعر الغبطة والسرور بمناسبة وصولهم للمملكة والأراضي المقدسة، ولم يستطع الكثير منهم مغالبة دموع الفرحة، في حين لهجت ألسنتهم بالتلبية والدعاء بأن يتقبل الله حجهم وأن يعين من يسر لهم وصولهم إلى البقاع المقدسة وأعانهم على أداء فريضتهم بيسر وسهولة. وتؤكد الحاجة فاطمة محمد عبدالهادي، 49 عاما، أنها المرة الأولى التي تؤدي فيها فريضة الحج، مبدية سعادتها بالحفاوة التي استقبلوا بها في جدة، مقدمة شكرها إلى أمير منطقة مكةالمكرمة على ترحيبه الحار بهم والهدية التي تلقتها منه. وأوضح محمد أحمد بشير، 55 عاما، أنه قدم مع والده البالغ من العمر 90 عاما حتى يحقق له حلمه بأداء الفريضة. وتحدث عثمان أبو بكر، 60 عاما، ل«شمس» وهو يمسح دموعه التي سالت على خده «كنت أعمل معلما، وكنت أؤدي أعمالا إضافية حتى أستطيع جمع ما يكفيني أنا وزوجتي لأقوم برحلة العمر إلى الأراضي المقدسة، خصوصا أنني مريض بمرض مزمن وقلبي معلق بمكة، وستظل الحفاوة التي استقبلنا بها عالقة بذهني».