أكدت حرم وزير العمل سيدة الأعمال السعودية مها فتيحي أن المرأة السعودية والحجازية تحديدا اعتادت منذ مئات السنين خدمة ضيوف الرحمن في موسم الحج، مشيرة إلى أن وجود 130 متطوعة يشكلن الفريق النسائي الأول الذي يعمل ضمن فريق الإرشاد والتوجيه في المشاعر المقدسة خلال موسم الحج هو إضافة حقيقية لعمل المرأة السعودية. وأوضحت قائدة الفريق الإرشادي التطوعي أن المهمة الرئيسية للمرشدات ستكون مساعدة الأطفال التائهين والمرضى من حجاج بيت الله، وأكدت في حديث مع «شمس» أن دور المرشدات سيكون أشبه بدور الفريق الكشفي الذي يشارك تطوعيا في مواسم الحج. وأضافت السيدة فتيحي أن طاقمها التطوعي يضم 130 فتاة يمثلن 50 قائدة ومرشدة، و80 زهرة، جميعهن من المنطقة الغربية، ويشكلن أول فريق نسائي سعودي يعمل في خدمة الحجيج ويؤدين ذات العمل الموكل لجمعية الكشافة السعودية، البالغ عدد منسوبيها العاملين في الحج نحو 3500 كشاف في مكةالمكرمة والمدينة المنورة. وأضافت الفتيحي: «هي تجربة جديدة بالنسبة إلى الفتاة والشابة السعودية في مجال الحج، وفي مجال خدماتي». وقالت: «إن عمر النشاط الكشفي يربو على قرن من الزمن وهو نشاط مؤسسي له تنظيمه وأسسه». لكنها أردفت: «ذلك لا يعوقنا من خوض غمار التجربة، فالمرأة السعودية والحجازية والمكية خصوصا تعمل ومنذ قرون وعقود في مجال خدمة الحجيج جنبا إلى جنب مع الرجل وبالطريقة المناسبة لدورها وطبيعتها كامرأة»، وأكدت أن المرأة أثبتت قدرتها على تحمل المسؤولية في مواقع ومواطن عدة أبرزها مساهمتها في مساعدة المتضررين من كارثة سيول جدة، ملمحة إلى أن خدمة الحجاج ليست مرهقة عندما يكون هناك تقبل ورغبة في تقديمها. وأكدت حرم وزير العمل أنهم تمكنوا من إيجاد النواة الأولى لإطلاق أول زهرة لمرشدات سعوديات يساعدن الأطفال التائهين والمرضى فقط، وأضافت أن «عمل المرشدات ليس إرشاديا، فالعمل الإرشادي يحتاج إلى معرفة بالطرق ومداخل ومخارج الأماكن المقدسة وهو ما ليس متوفرا لدى زهراتنا». وعن تفويج الحجاج قالت: «لا يزال الشباب السعوديون قادرين وحدهم على القيام بهذه المهمة كونهم يحملون خبرات كبيرة نتيجة مشاركتهم على مدار الأعوام الماضية، وأن الدخول في مجال خدمات متنوعة للحجاج يحتاج إلى المرور بمراحل وإلى خطوات وإجراءات تدريبية وخبرات متنوعة، ونحن كفريق سنكتفي في المرحلة الأولى بمساعدة الأطفال والمرضى فقط. وعن مقر تواجد وتجمع المرشدات ذكرت أن مقرهن موجود في المشاعر المقدسة: «مزدلفة، وعرفات، ومنى»، وهذه المقرات في السابق مقتصرة على الكشافة الشباب والمطوفات والدليلات وسنزاحمهم هذا العمل أملا في تقديم الخدمة المشرفة وكسب الثقة والخبرة والأجر». من جهة أخرى، ذكرت قائدة مرشدات المملكة وعضو مجلس إدارة جمعية «اكتفاء» إلهام قشلان أن المرأة سباقة ومبادرة دوما فيما يخص الأعمال التطوعية، وأضافت أنها رحبت بالفكرة عندما عرضت عليها: «بدلا من أن أقضي إجازتي في السفر والاستجمام سأقضيها في أطهر بقاع الأرض، كل ما أتمناه أن يحقق هذا المشروع الهدف المرجو منه، وأن نستطيع أن نرتقي بالخدمات التي نقدمها للحجاج». أما القائدة نوال الموسى فتقول: «استطعنا تخريج 80 زهرة ومرشدة يشكلن النواة الأولى لمشروع المرشدات، وسنعمل على توسيع عملنا التطوعي من خلال مخاطبة المدارس.. وتم عقد دورة «القيادة الأساسية الأولى» التي خرجت 47 متدربة يقمن بتكوين فرق داخل المدارس وتدريب الطالبات لتطوير وتخريج دفعات للعام المقبل».