«اندلعت الحرب العالمية الثالثة عام ألفين وثمانية.. استخدمت فيها الشعوب المتحاربة أسلحة مغناطيسية تفوق في قدرتها الأسلحة التقليدية، ونتيجة لذلك، حل الدمار في البر والبحر وانقلبت محاور الكرة الأرضية، وباتت الكرة الأرضية تعيش كارثة مرعبة». كانت هذه مقدمة كل حلقة من حلقات المسلسل الكارتوني «عدنان ولينا» الذي لقي في فترة الثمانينيات وحتى التسعينيات أعلى نسبة مشاهدة في العالم العربي من الكبار قبل الأطفال. وكان مؤلف هذا المسلسل الياباني المدبلج إلى العربية يتنبأ بوقوع حرب عالمية ثالثة تختلف عن سابقاتها، حيث إن توقعاته تؤكد أن ما سيجري في المستقبل سيدمر الأرض بأسرها خصوصا بعد تقدم الأسلحة النووية، ووجودها في أيدي من يريدون غزو العالم وامتلاكه. كانت هذه المقدمة التي يسردها الراوي كل حلقة مرعبة بالنسبة إلي كطفلة، ولكن سرعان ما تضاءل هذا الشعور بالخوف نتيجة قناعتي أنه ليس أكثر من مجرد مسلسل كارتوني خيالي موجه للأطفال، مثله مثل غرانديزر وجنقر والبوكيمونات! ولكن مع مرور الزمن لم تعد قصة «عدنان ولينا» بمثابة خيال علمي قط، إذ استعدت هذه الذكرى بعد صدور خبر الأسبوع الماضي عن احتمال ضياع الشفرة السرية المسؤولة عن فتح الحقيبة النووية الخاصة بالرئيس الأمريكي، وتوجد بداخل هذه الحقيبة مفاتيح إطلاق الصواريخ النووية في أي لحظة يقرر فيها الرئيس إعلان حرب عالمية ثالثة. وهناك شخص في البيت الأبيض مسؤوليته فقط حمل هذه الحقيبة وحماية الشفرة من الضياع. ومع ذلك سبق أن أقر مسؤولون في البيت الأبيض ضياع هذه الشفرة أكثر من مرة. كانت أولها في عهد الرئيس جيمي كارتر، وبعدها في عهد بيل كلينتون حيث ظلت مفقودة لعدة أشهر، وأشيع الآن أنها فقدت أيضا في عهد أوباما! يمكنك تخيل ما قد يحصل لو وقعت هذه الشفرة في يد أي شخص مختل عن طريق الخطأ! ما الذي يمكن أن يفعله بها والذي قد يترتب عليه بعد ذلك؟! إن لم تستطع تخيل ما قد يحصل فما عليك إلا مشاهدة «عدنان ولينا» مرة أخرى!