أكدت اختصاصي نفسي وجود عجز حقيقي في أعداد الأطباء النفسيين في المملكة، حيث يوجد بحسب الإحصاءات المعلنة 120 طبيبا يواجهون 16 مليون مواطن، بمعنى أن كل 133 ألفا يقابلهم طبيب واحد. وتطرق بروفسور الطب النفسي في مستشفى الملك خالد الجامعي الدكتور عبدالرزاق الحمد من خلال ندوة «الانتحار» التي نظمتها الجمعية السعودية للدراسات الاجتماعية التابعة لجامعة الملك سعود مساء أمس الأول إلى أسباب الانتحار وطرق علاجه، بالإضافة إلى نسبة الانتحار في العالم والمملكة والتي أكد أنها قليلة مقارنة ببعض الدول الأخرى. من جانب آخر، ذكرت الاختصاصية النفسية غادة الغامدي أن الانتحار يعد من المواضيع التي تتطلب درجة عالية من الشفافية عند طرحها ومناقشتها: «وهو ما لم يوفق الدكتور الحمد في الوصول إليه من خلال تجاوبه مع أسئلة الحضور، حيث إن غالبية الحاضرين هم من زملاء المجال أعني بذلك «الاختصاصيين النفسيين والاجتماعيين»، وكان تجاوبه معهم غير مرضٍ». وأضافت أن الحمد تطرق للفكرة الانتحارية بشكل غير علمي، فمن المعروف أن المريض قد يلوح بالانتحار ولكن دون الإقدام عليه، ومن ناحية أخرى فإن غالبية من ينجحون في الانتحار هم ممن يخططون له في صمت وسرية، ولا يعني مجرد ذكر الشخص للانتحار محكا أساسيا لحصوله. وزادت: « نعلم جيدا نحن النفسانيين أن المريض يحمل أهدافا ثانوية قد تكون لا شعورية يريد تحقيقها من خلال بعض الأعراض وأنا هنا لا أقول إن علينا عدم التجاوب مع الطرح الانتحاري ولكن أخفق الدكتور في إيصال «ذهنية الانتحاري»». وأشارت إلى أن الحمد ذكر أن الأطباء النفسيين يعادلون ما بين 100-120 وهذا الرقم لايكفي لتغطية 16 مليونا، وهنا أستفهم إلى ماذا يرمي الحمد هل يبرر تقصير الأطباء في حق المرضى؟، أم أن هؤلاء ال 16 مليونا يرتادون بالفعل العيادات النفسية؟، وكلا الطرحين فيهما من التجني الكثير. وتابعت: «أرجو من الحمد وغيره من الزملاء أن يسألوا أنفسهم هل لو اختلف مكان الطرح بجغرافيته هل سيكون بالسطحية واللامبالاة نفسها؟» .