منذ استلام الأمير فيصل بن تركي دفة الأمور الإدارية بنادي النصر، رئيسا شابا، يحمل فكرا جديدا والجماهير النصراوية تنتظر منه الكثير لإعادة بريق فريقها الذي غاب لفترة ليست بالطويلة عن منصات التتويج. وحقق الرئيس المحبوب انطلاقة جيدة نسبيا قادت الفريق للحصول على المركز الثالث في الترتيب العام لدوري زين السعودي للمحترفين رغم الظروف والتقلبات التي مر بها الفريق وعلى رأسها الإصابات التي حرمت الفريق من خدمات عدد من لاعبيه مثل قائد الفريق حسين عبدالغني والمدافع محمد عيد الذي ساهم التعاقد معه في إلغاء عقد المدافع البرازيلي إيدير. ومع تزايد سرعة العد التنازلي لانطلاق النسخة الجديدة من دوري أبطال آسيا يلوح في الأفق تحركات إدارية نصراوية لإعداد الفريق لمشاركة قوية سبق وأن نال على أثرها شرف مشاركة أول فريق سعودي عربي يخوض منافسات كأس العالم للأندية عام 2000. وتعلق الجماهير النصراوية على رئيسها الأمير فيصل بن تركي آمالا عريضة لقيادة فريقها إلى مجد جديد يضاف إلى مجد العالمية السابق الذي يقف النصراويون على مشارف الاحتفال بمرور عشرة أعوام على نيله. ولأن بؤرة الضوء تتركز على الأمير فيصل بن تركي بن ناصر كان لا بد من عرض ما يمكن تسميته بكشف حساب مختصر للفترة القصيرة منذ توليه فيها مهام الدفة الإدارية حتى الآن ليكون بذلك ضمن المعايير والمقاييس التي يمكن الاستناد عليها في تقييم مسيرة النادي في عهده. ويحتل الأمير فيصل بن تركي مكانة مرموقة في قلوب جماهير نادي النصر التي تتغنى دائما ب«كحيلان» الذي أنهى الأعوام العجاف لحفل اعتزال الدولي ماجد عبدالله قائد الفريق النصراوي والمنتخب الأول لكرة القدم عبر احتفالية شارك فيها نادي ريال مدريد الإسباني وسط حضور جماهيري ملأ جنبات مدرجات ملعب الملك فهد الدولي. وتتفاءل جماهير النصر كثيرا بالخطوات التي يجريها رئيسها خاصة بعد نجاحه في إنهاء قضية عقد مجموعة ماسا التجارية التي أشغلت الشارع النصراوي طوال الأعوام الثلاثة الماضية. وبين إلغاء عقد ماسا وانطلاقة مهمة الأمير فيصل بن تركي تأتي العديد من الخطوات الإيجابية والمثمرة والتي على رأسها العودة إلى الساحة الآسيوية من خلال المركز الثالث في الدوري الموسم الماضي وكذلك تغيير جلد الفريق ودعمه بلاعبين مميزين وعلى رأسهم قائده حسين عبدالغني وبقية الكتيبة ممثلة في أحمد الدوخي ومحمد السهلاوي صاحب أغلى صفقة في الملاعب السعودية وعبدالرحمن القحطاني ومحمد عيد وعبدالله القرني وخالد الزيلعي. وترى بعض الجماهير النصراوية أن هناك بعض الأمور التي لم يوفق فيها الأمير فيصل بن تركي رغم أن معظمها خاضع لوجهات نظر فنية مثل إلغاء عقد البرازيليين التون وايدير خاصة الأخير الذي كان الفريق في أمس الحاجة إلى خدماته وقبلها رحيل المدرب ادجاردو باوزا الذي صفق الجمهور للتعاقد معه كثيرا. وعلى الصعيد الإداري يشكل تقلص عدد أعضاء شرف النادي الداعمين واختفاء دعمهم، مصدر قلق كبير للنصراويين في ظل ظهور بعض الخلافات على السطح مثل الخلاف مع سامي الطويل والمؤشرات الواضحة للخلاف مع عمران العمران والتي سطعت في سماء النصر بعد سحبه لمبلغ دفعة الاتصالات السعودية قبل وصولها إلى يد الإدارة. ويجد المعارضون للأمير فيصل بن تركي مبلغ ال 200 مليون الذي أعلن رصده سابقا فرصة مواتية لرفع علامات الاحتجاج ضده في ظل الأزمة المادية الخانقة التي يتعرض لها ناديه وصعوبة توفير رواتب اللاعبين والمحترفين؛ ما ينشط المخاوف الصفراء والزرقاء حيال مستقبل فريقها الذي تنتظره مهمة شاقة تحتاج إلى خزانة مليئة بالوقود المادي .