تخيل أنك نجم الفريق بنادٍ كبير وجماهيريتك عريضة؟ سأتفرعن، ولن أقبل أن يطبق علي القانون الذي يطبق على باقي اللاعبين، لأنني ابن المجتمع الذي يؤكد دائما «أن الناس مقامات»، وبما أنني النجم الأول ، لا بد أن أعامل بطريقة مختلفة كما يقول «كتّاب النجوم»: «لابد من معاملة النجم بطريقة مختلفة»، صحيح أنهم وفي مقالات أخرى يتحدثون عن قيمة وأهمية النظام والقانون، لكن مع النجم يمكن لهم أن يتناقضوا، فيهاجمون كل من ينتقد النجم لعدم انضباطتيه، وأن ذاك الناقد يريد الصعود على أكتاف النجم. ما يخيفني أنني وبعد أن أصبح ذاك النجم ، يعي النقاد والجماهير أن التميز الذي يستحقه النجم بقيمة عقده فقط، فيما القوانين تطبق على الجميع ، إذ ذاك لن أتفرعن، ما يهدئ مخاوفي أن الوعي لن يحدث مادام النقاد يؤكدون كل صباح «الناس مقامات»، في الوقت نفسه يرددون «أن البشر كأسنان المشط»، كيف تؤمن بكليهما، تحتاج إلى عقل مصاب بانفصام في الشخصية. تخيل أنك مدرب المنتخب، فمن تختار أساسيا؟ الاختيار ليس مهما، الاعتماد هو الأهم. تخيل أنك خالد البلطان، فهل ستضع رأسك على العمود الحديدي حزنا على ضياع الآسيوية؟ بالتأكيد، لأن القضية ليست حزنا، بل وندما أيضا، وسأقول لنفسي: «كان يمكن لي ألا أسخر من الجماهير، وأن أذهب لكوريا أفرح أو أحزن، دون أن أضع نفسي محل شماتة، فالكوريون لا يأخذون خططهم من المنتديات ، كما نفعل نحن». تخيل أنك كاتب هلالي، ما الذي ستكتبه عن أوضاع الفريق الآن؟ سأحمل «جيريتس» المسؤولية ، مع أن أسامة هو من أخطأ، وباقي الفريق لم يصنع شيئا، ولكن هذا ليس مهما، لأن الجماهير تعودت على مهاجمة المدربين، والإنسان أسير عاداته، يمكن أيضا أن أكتب مطالبا بسحب الجنسية من كل المشجعين الذين فرحوا لخروج الهلال، بغض النظر سواء أكانوا جماهير أم صحفيين أم كتابا. الخوف أن يحدث هذا ففي أول مشاركة خارجية للنصر ستسحب مني الوطنية، لأنه وبصفتي كاتبا هلاليا، علي أن أكره النصر وإلا لن يكتمل حبي للهلال، باقي كتاب الأندية ينطلقون من هذه الثنائية، لن يكتمل حبك للاتحاد/النصر/الأهلي/... إلخ ما لم تكره المنافس وتتمنى له كل الشرور أو كما قال أحدهم على الهواء: «سأدمر الأهلي، أو سأذبح ابني إن شجع النصر، أو سأذبح أربعة «حواش» إن هزم الهلال. تخيل أنك كاتب نصراوي فماذا ستكتب عن أوضاع الفريق؟ لن أنبه الجماهير بأن الاحتفالية بمرور عشرة أعوام على مشاركة النصر بكأس العالم محاولة لإعادة فرح ماض، لأن الإدارة هذا العام لا تستطيع صناعة فرح جديد للجماهير. وهذا التنبيه ربما يستغله الأعداء ويهاجموننا، ويقولون: «التاجر المفلس يعود لدفاتره القديمة»، ولن يسأل أحد لماذا أصبح النصر تاجرا مفلسا، أو من أفلسه؟ كذلك التنبيه سيمنعنا من إغاظة الأعداء، وهذا الهدف أهم من هدف إخفاء حقيقة أن الإدارة لن تصنع فرحا جديدا للجماهير. تخيل أنك رئيس نادٍ. فماذا ستفعل؟ سأستقيل لأنه لا يمكن لك أن تدير ناديا لاعبوه محترفون بإداريين متعاونين يعملون في الصباح وبعد أن ينهكوا في عملهم يأتون إلى النادي.. ربما لن أستقيل إن استطعت الاستعانة ب«الجن». تخيل أنك عضو في إحدى لجان الاتحاد. فما الذي ستفعله؟ سأعمل في نادٍ لأصبح مطابقا لمواصفات أعضاء اللجان التي لا تكترث بقانون تضارب المصالح. تخيل أنك حكم مباراة «ديربي». فكيف تتصرف؟ سأتخيل بشرط أن أكون حكما أوروبيا حتى يهابني الجميع. تخيل أنك كاتب محايد، ما الذي ستكتبه؟ لماذا علي أن أتخيل؟.. تخيلوا أنتم.