تسلمت مدرسة حكومية ابتدائية بمكةالمكرمة مبناها المستأجر الجديد، رغم وجود العديد من المشكلات التي تتعلق بالمواصفات الفنية والهندسية المفترض توافرها في المباني المدرسية، وهو ما يعني جملة من المصاعب التي ستؤثر بصورة أو بأخرى على أداء الطلاب الأكاديمي، فالمدرسة تعاني تهالك أجهزة التكييف ورداءة توصيلات الكهرباء وغياب تظليل الفناء الداخلي، وقلة دورات المياه، حيث يوجد اثنتان فقط بدلا من ست، ومغسلتان فقط بدلا من أربع كما اشترط العقد. وكانت اللجنة المدرسية التي تولت إبرام عقد إيجار المبنى «حصلت شمس على نسخة منه»، تسلمت المبنى خلال العطلة الصيفية دون أن يتم تنفيذ أي من طلباتها، ومنها توفير أجهزة تكييف جديدة ذات نوعية جيدة، وصيانة الملاحق الخاصة واستحداث ست مغاسل للوضوء، وغير ذلك، وهو ما سيورط المدرسة في دوامة مماطلات متوقعة من صاحب المبنى من أجل تنفيذ تلك الاشتراطات، خاصة بعد أن تسلم كامل مبلغ الإيجار وقدره 160 ألف ريال. وعلى الرغم من تأكيد مساعد المدير العام للتعليم بالعاصمة المقدسة الدكتور محمد الشمراني أنه سيتابع شخصيا هذه القضية، إلا أنه أشار ل «شمس» إلى أن الحاجة أحيانا تدعو إلى إتمام بعض عقود المباني في أوقات العطلات، لكنه لفت إلى أنه من المتعارف عليه ألا تتولى أي لجنة مسؤولية تسلم المباني المدرسية إلا بحضور مديري تلك المدارس ليكتمل نصاب اللجنة، خدمة للصالح العام «إذا تبين لنا أن اللجنة هي التي تولت عمليات إنهاء تأجير المبنى وتسليمه للدراسة دون إشراك المديرين، فسيكون الأمر عرضة للبحث المكثف والتحقق من تفاصيله حتى الانتهاء من القضية». كما رفض رئيس اللجنة «ع . م» التعليق على ما أثير وقال إنه يتمتع حاليا بعطلة. أما مالك المدرسة «ف . ح» فأكد ل «شمس» عدم اطلاعه على مجريات تأجير المبنى لإدارة التربية والتعليم، وأن أحد أبنائه «من منسوبي الإدارة» هو الذي تابع الأمر بنفسه «لكن تم إبلاغي ببعض الملاحظات، نفذت بعضها ولم أقتنع بضرورة الملاحظات الأخرى.. وفي حال لم يعجبهم الأمر فليعيدوا إلي المبنى». وعلمت «شمس» من مصدر مطلع أن قيمة إيجار المبنى تم دفعها كاملة لحظة إنهاء إجراءات ضم المبنى للتربية والتعليم، وذلك خلال العطلة المدرسية الماضية، وهو ما يعني صعوبة التفاهم مع مالك المبنى حيال الملاحظات الواردة بالعقد المبرم بين الطرفين. وأبدى المصدر استغرابه الشديد حيال تمسك اللجنة الإشرافية شمال مكة، التي تولت عملية إبرام العقد، بعدم وجود أي ملاحظات على المبنى. يذكر أن الإدارة كانت اشترطت على مالك المدرسة أن يوفر جملة من الملاحظات قبل تسلم المبنى، وهي: إحضار تقرير هندسي معتمد بسلامة المبنى والأسوار إنشائيا وتحمله للمدرسة، وتقرير عن سلامة التمديدات الكهربائية وعدم زيادة الأحمال، وإحضار شهادة من الدفاع المدني بتوافر وسائل السلامة اللازمة، وتركيب مكيفات جديدة من نوعية جيدة ومراوح سقف، وزيادة الإضاءة بمعدل لمبتين مزدوجتين لكل غرفة، وعمل مظلة معزولة على كامل الفناء حسب المواصفات، وعمل غرفة للحارس، وعمل مقصف مدرسي حسب المواصفات وست دورات مياه وميضأة بعشرة صنابير، وتغطية العدادات وطلمبة المياه والخزانات بشبك حديد، وعمل لوحة باسم المدرسة حسب المواصفات الموجودة لدى إدارة شؤون المباني