ظهر الوجه القبيح للقوات الأمريكية والبريطانية جليا بعد أن كشف موقع ويكيليكس الإلكتروني عن 400 ألف وثيقة سرية حول العمليات العسكرية في العراق وتلقت «الجارديان» نسخة منها. وكشفت الوثائق، التي نشرها الموقع أخيرا في أكبر عملية تسريب لمعلومات عسكرية في التاريخ، عن تورط هذه القوات في عمليات تعذيب وقتل وإعدام دون محاكمة. وأعلن القائمون على الموقع أن الملفات تكشف عن «أدلة دامغة لجرائم حرب». ويبدو أن مصدر الوثائق الجديدة هو المحلل في شؤون الاستخبارات العسكرية الأمريكية برادلي مانينج المعتقل حاليا بتهمة تسريب شريحة أصغر من معلومات استخباراتية «90 ألف وثيقة»، في وقت سابق من هذا العام، كشفت مواجهات دامية وعمليات قتل للمدنيين في الحرب الأفغانية. لقد أكد موقع ويكيليكس مرات عديدة أنه سينشر على الإنترنت هذه المجموعة من التقارير الميدانية بكاملها، في تحد لوزارة الدفاع الأمريكية التي انتقد مسؤولون فيها تسريب الوثائق وأوضحوا أنه يعرض الجنود الأمريكيين للخطر، إضافة إلى نحو 300 متعاون عراقي. وقال متحدث: «نشجب ويكيليكس لتشجيعه الناس على خرق القانون وتسريب وثائق واقتسام تلك المعلومات السرية مع العالم بشكل متعجرف». ورغم أن الجنرالات الأمريكيين يدعون أن جيشهم لا ينفذ عمليات همجية وأن وزراء بريطانيين ما زالوا ينكرون وجود إحصاءات رسمية، إلا أن الوثائق تظهر أن هذه الادعاءات غير صحيحة، وتحدد بوضوح جميع الإصابات بين المدنيين والعسكريين، فضلا عن أعداد من قوات التحالف الذين جرحوا وقتلوا في المعارك. إنها تعطي أكثر من 109 آلاف حالة وفاة ناجمة عن مسببات عنيفة بين عام 2004 ونهاية عام 2009. والآن يعتزم فيل شاينر، أحد المتخصصين في مجال حقوق الإنسان، استخدام مواد من السجلات وعرضها بالمحكمة في محاولة لإجبار بريطانيا على إجراء تحقيق علني في مقتل مدنيين عراقيين بطرق غير مشروعة. كما يعتزم رفع دعوى قضائية ضد الحكومة البريطانية لفشلها في وقف الانتهاكات وتعذيب المحتجزين من قبل القوات العراقية «سياسة التحالف الرسمية بعدم التحقيق في هذه الادعاءات هي ببساطة لا تجوز»، كما يقول. ولقد ظل شناير يتابع منذ فترة بعض القضايا الخاصة بمحتجزين سابقين عذبتهم القوات البريطانية.