تبذل السلطات الأمنية في عدة دول مجهودات كبيرة لحماية رؤسائها وكبار الشخصيات، بالإضافة إلى حراسة المباني الرسمية ومرافقة المسؤولين الأجانب الزائرين للبلاد، وفي مقدمتهم رؤساء الدول والوزارات القادمين بدعوات رسمية؛ وأيضا توفير الحماية لأسر الرؤساء السابقين بعد ترك مناصبهم. وتختلف طرق توفير هذه الحماية من دولة إلى أخرى وتكلف في بعض الأحيان مبالغ طائلة، خاصة فيما يتعلق بتصميم البدلات والقمصان وكافة أنواع الألبسة المضادة لخرق الرصاص.. والأهم أنهم يتخفون وراء «نظارات سوداء. ورغم كل هذه التدابير، هناك مكامن ضعف كثيرة يمكن لمن يحاولون التهجم على الرؤساء استغلالها. يقوم جهاز الخدمة السرية الأمريكي بحماية الرئيس ومنع الدخلاء أو المختلين عقليا من الوصول إليه شخصيا. ورغم الإجراءات المشددة في تنفيذ المهمة، إلا أن هناك مكامن ضعف كثيرة يمكن لمن يحاولون التهجم على الرئيس استغلالها. وقد تم اختراق هذه الإجراءات أكثر من 90 مرة منذ ثمانينات القرن الماضي. وكان آخر هذه المحاولات اقتحام الزوجين طارق وميشال صلاحي عشاء الدولة الذي أقامه الرئيس باراك أوباما على شرف رئيس الوزراء الهندي مانوهان سينج، نوفمبر الماضي. كما تعرض أوباما إلى موقف طريف آخر في واشنطن عندما قدم إليه بعض النقابيين قالبا من الحلوى خلال أحد الاجتماعات، ولكن حراسه من جهاز الخدمة السرية «التي تتولى حماية الرؤساء وتتأكد من كل ما يأكلونه» حرموه من تذوقه. وفي نهاية الخطاب الذي ألقاه خلال الاجتماع أشار أوباما إلى موضوع القالب معربا عن خيبة أمله لقرار الفيتو الذي أطلقه الحراس مضيفا «إنهم يلتهمونه على الأرجح الآن». وفي بريطانيا، كشفت صحيفة «ميل أون صندي» أن الحراس الأمنيين المكلفين بحماية رئيس الوزراء الأسبق مبعوث اللجنة الرباعية الحالي لعملية السلام في الشرق الأوسط توني بلير، يكلفون دافعي الضرائب البريطانيين 250 ألف جنيه إسترليني في العام. وأوضحت أن تكاليف فريق الحماية الذي يرافق بلير في العطلات الفاخرة ورحلات الأعمال التجارية الدولية «تعادل ضعف تكاليف حماية خلفه جوردون براون قبل أن يترك منصبه في مايو الماضي، فيما يعمل هو على تضخيم ثروته الشخصية البالغة 20 مليون جنيه إسترليني». ويرافق بلير، الذي يقضي معظم وقته في الخارج بموجب عمله ونشاطاته التجارية، فريق حماية مكون من خمسة حراس شخصيين من وحدة الحماية المسلحة في الشرطة البريطانية. وانتشرت أخيرا ظاهرة تكليف النساء بحراسة الرؤساء، وهي ظاهرة تنحدر من أصول إفريقية وآسيوية. ورأى الفرنسيون الذين زاروا كمبوديا في القرن ال19 جموعا من الحارسات اللواتي يرافقن الملك. ويحتل رئيس كوت ديفوار الحالي لوران جباجبو المرتبة الأولى بين رؤساء دول العالم في عدد النساء المكلفات بحراسته «300 حارسة». ويتعين على حارسات الرئيسة الفلبينية السابقة جلوريا أرويو أن يحمينها من جملة أشخاص آخرين قد يهددونها ولا يفوتون الفرصة للوصول إليها. وهناك 400 شخص يحرسون الرئيس الأفغاني حامد كرزاي منهم 25 حارسة. أما قادة الدول الغربية فلا يزالون يعتمدون على الحراس من الرجال. وظهرت مع ذلك ضمن مرافقي المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيسة الفنلندية تاريا هالونين والرئيسة الإيرلندية ماري ماكاليس حارسات. وقيل في رواية رسمية أن السبب هو أن من مهام حارسي رؤساء الدول «تفتيش دورات المياه التي يستخدمها الأشخاص المطلوب حمايتهم»