لا يجب على المدربين الوطنيين أن يشعرونا بأنهم «غلابة» ويبحثون عن الإنصاف.. ويستغلون أبسط المناسبات التي يحقق فيها أحدهم إنجازا لكي يصفوا حساباتهم مع الوسط الرياضي ويخرجوا علينا بهذا الشكل المكثف ليقنعونا بأنهم يملكون ما يوازي غيرهم من الفكر والدهاء التدريبي.. فالمسألة لا تدار بهذا الشكل السطحي دون الخوض في الأمور الجوهرية.. ولا يجب أن يستندوا على تاريخ وإنجازات بعض الأسماء التدريبية التي حققت لها حضورا جيدا في بعض المناسبات أيام فترة الخطط القديمة والتكتيكات البسيطة غير المعقدة.. فكرة القدم عالم يتغير باستمرار ولا يمكنه أن يتوقف من أجل عيون المدرب الوطني.. بدليل عدم قدرة الثنائي الأبرز خليل الزياني ومحمد الخراشي على مسايرة العصر الكروي الجديد بمتغيراته التكتيكية والفنية، ولعل توقفهما توجهما بعد ذلك للعمل الإداري هو اعتراف صريح منهما بعدم قدرة المدرب الوطني على الخروج من دائرة البيروقراطية الاجتماعية التي تتكفل بإقصائهما من عالم الاحتراف الرياضي بمفهومه الحقيقي غير المرتبط بأي أعمال أخرى.. فالمدرب الوطني الآن يستطيع أن يتحدث ويقرأ ويحلل ويقنعك بما يملكه من فكر.. لكنه يبقى جزءا من منظومة اجتماعية لا تحقق له ما يريد على أرض الميدان ولا تساعده على الانطلاق والوصول إلى القمة.. والمشكلة أنهم لا يريدون أن يعترفوا بمشاغلهم وعالمهم الذي يكفل لهم «دوخة الرأس».. ولا يزال معظمهم ينظر للتدريب على أنه «وظيفة مسائية» فقط يحقق من خلالها شيئا من الكسب المادي... ما أريد أن أصل إليه هو أن مفهوم التطوير عند المدربين الوطنيين ناقص ولا يتحقق لهم كما يجب في ظل عدم تفرغهم.. فالتدريب فن لا يتأتى بهذه السهولة التي تجعلهم يخرجون علينا قبل قرارات تعيينهم في مناصبهم دون وجود أي إرهاصات مسبقة.. فمثلا خالد القروني صاحب إنجاز التأهل لكأس العالم للشباب.. أين كان قبل أن يتولى هذه المهمة الصعبة؟، فالغياب الذي كان عليه قبل مهمته الأخيرة أظنه هو السبب في عدم تحقيقنا لأحد أهم حقوقنا المكتسبة وهو لقب البطولة.. حتى إنه نسي في المباراة الأخيرة مع أستراليا أن الفريق الخاسر عليه أن يهاجم ويلعب الكرة للأمام وليس الخلف...!