تخوض مرشحة الحزب الحاكم لرئاسة البرازيل ديلما روسيف انتخابات إعادة في 31 أكتوبر الجاري أمام مرشح المعارضة حاكم ولاية ساوباولو السابق جوزيه سيرا بعد إخفاقها في تحقيق نصر حاسم في الجولة الأولى بالحصول على أكثر من %50 من أصوات الناخبين كما يتطلب الدستور. وحصلت روسيف على 47 % مقابل 33 % لزعيم الحزب الديموقراطي، بينما خطفت وزيرة البيئة السابقة مارينا سيلفا المركز الثالث بنسبة 19.3 %. وظلت روسيف ومنافسها سيرا يتسابقان على اجتذاب نحو 20 مليون ناخب من حزب الخضر كانوا صوتوا لصالح مارينا، التي انسحبت من السباق الرئاسي. أحدثت مرشحة حزب الخضر مارينا سيلفا، 52 عاما، وزيرة البيئة السابقة في حكومة الرئيس المنتهية ولايته لولا دا سيلفا المفاجأة بحصولها على 19.3 % من الأصوات بزيادة ست نقاط عن توقعات استطلاعات الرأي، ما منع ديلما من تحقيق فوز كانت ترجيحات كثيرة تتوقعه منذ الجولة الأولى وأرجأ الحسم إلى الجولة الثانية التي باتت كلمة الفصل فيها لأنصار البيئة. ويرى بعض المراقبين أن نجاح مارينا في انتزاع المركز الثالث يعتبر تصويتا احتجاجيا لجزء من الناخبين الذين لم يقتنعوا بروسيف وسيرا. والطريف أنهم ذكروا أن «الغابة البرازيلية» ستكون حاضرة في الحملة الانتخابية وذلك في إشارة إلى الدور الذي ستلعبه أصوات مؤيدي الوزيرة السابقة التي ستكون كافية لقيادة أي من المرشحين إلى كرسي الرئاسة. وأوضح المحلل بيريرا سيزار لوكالة فرانس برس أن «الأصوات التي حصلت عليها مارينا قيمتها مثل الذهب. وهي التي ستكون سيدة الموقف خلال الحملة الانتخابية». وحزب الخضر مقسوم وفيه مؤيدون للطرفين، غير أن استطلاعات الرأي تفيد بأن نحو 51 % من مؤيدي مارينا يناصرون زعيم الحزب الديموقراطي سيرا مقابل 22 % يؤيدون روسيف، فيما أبدى 18 % منهم عدم التوصل إلى قرار بشأن المرشح المفضل مقابل 9 % أعلنوا أنهم لن يصوتوا لأي من المرشحين. وتتركز استراتيجية روسيف على كسب أصوات مؤيدي مارينا التي أمضت 30 عاما في صفوف حزب العمال الحاكم وتكن الكثير من المودة لرئيسه لولا. وهي غالبا ما اعتبرت وريثته وقد عرفت المسار نفسه الذي سلكه فانطلقت مثله من الفقر وصولا إلى أعلى المراتب السياسية. وأكدت ديلما مرات عديدة رغبتها في التفاوض مع مارينا للحصول على دعمها في جولة الإعادة، «أتمنى أن يحظى الأمر بالاهتمام ذاته من جانبها». من جهتها أعلنت مارينا أن كلا من ديلما وجوزيه سيرا اتصل بها، لكنها أكدت أنها لم تقرر إن كانت ستبقى على حياد أم ستدعم أيا من المرشحين. وأضافت «ليس لدي موقف مسبق» مشيرة إلى أن القرار بهذا الصدد سيتخذه حزب الخضر خلال مؤتمر خاص. وكانت عملية التصويت -الإلزامية في البرازيل- شملت إلى جانب الانتخابات الرئاسية، انتخاب جميع أعضاء البرلمان ال531، وثلثي أعضاء مجلس الشيوخ، وحكام ونواب الولايات الفدرالية ال27، حيث بلغ العدد الإجمالي للمرشحين 21 ألفا و813 مرشحا. ورغم أن الجولة الأولى لم تسجل أي حوادث عنف، إلا أن نحو 650 شخصا أوقفوا لانخراطهم في حملات غير شرعية للترويج للمرشحين، وقام بعضهم بنقل الناخبين وحاولوا شراء أصواتهم. وحصل الائتلاف الحكومي على غالبية كبيرة في البرلمان وباتت الأحزاب المتحالفة مع العمال تشغل 55 مقعدا من أصل 81 في مجلس الشيوخ مقابل 40 مقعدا قبل الانتخابات. وتراجعت حصة المعارضة المرتبطة بسيرا إلى 26 مقعدا في مجلس الشيوخ بعدما فقدت عشرة مقاعد. أما في مجلس النواب، فقد وسع الائتلاف الحكومي غالبيته مع فوز حلفاء العمال ب286 مقعدا من أصل 464 كانت مطروحة مقابل 99 مقعدا للمعارضة