شن فنانو القطيف التشكيليون هجوما لاذعا على معرض الفن التشكيلي النسائي لفنانات الجبيل ووصفوه بأنه أقل من عادي ولا يرقى لمقارنته بمعارض أخرى زاروها، وشبهه أحدهم بأنه معرض لطلاب إحدى المراحل الثانوية وليس لفنانين تشكيليين سواء كانوا هواة أو محترفين. وجاء ذلك النقد لدى زيارة فناني القطيف لمعرض تشكيليات الجبيل الذي اختتمت أيامه أمس الأول، في قاعة المعارض بالفناتير بتنظيم برنامج الأمير محمد بن فهد بفرعه النسوي بالجبيل حيث تم عرض أكثر من 152 لوحة، 116 تشكيلية و36 صورة فوتوجرافية، بالإضافة إلى لوحتين عرضتا كعمل جماعي نفذته طالبات الكلية الجامعية بالجبيل قسم التصميم الداخل شاركت به أكثر من 14 فنانة تشكيلية وأربع مصورات محترفات. وكانت الرصاصة الأولى التي انطلقت منها الحوارية الساخنة بين الطرفين على هامش المعرض، بتأكيد محمد الحمراني وجود ملاحظات كبيرة على جميع أعمال المعرض ومنها تمازج الألوان، مشيرا إلى أن أغلب الفنانات ظهرن من خلال لوحاتهن كأنهن مستعجلات في إنهائها بالرغم من إمكانية إضافة بعض اللمسات عليها لتظهر بشكل أفضل مما هي عليه. وأضاف «ينقص فنانات الجبيل الدورات والورش التدريبية المباشرة وتبادل الخبرات ومتى ما وجد هذا الاهتمام فإنهن سيبدعن في كل أعمالهن مستقبلا». وقبل أن يكمل رؤيته عاجلته الفنانة بشرى بوخضر بأنهن سمعن هذا الكلام قبل عامين تقريبا عند زيارتهم المعرض الأول وقتها، حيث قيل نفس الكلام الذي رأته بعيدا عن الحقيقة وإنما لمجرد الانتقاد فقط، مشيرة إلى أنهن لا يزلن هاويات ولم يتفرغن بالشكل الكامل الذي يأملنه. لا جديد في المستويات ومن جانب آخر، علق على المعرض الفنان التشكيلي عبدالرحمن السليمان، قائلا «المعرض متواضع وعندما نقول متواضع فإنه لم يحظ بأي جديد من قبلكن، وهو نفس المعرض الذي رأيناه قبل عامين تقريبا فأنتن لديكن الإمكانيات العالية والدليل هذا المكان والعمل من قبل برنامج الأمير محمد بن فهد، ولكن ينقصكن الكثير والكثير، فلا خبرات لديكن ولم تستفدن من نقدنا لكنّ قبل عامين حين حضرنا المعرض الماضي، فذكرنا نفس الملاحظات التي نقولها حاليا، لا جديد في مستوياتكن إطلاقا». وجاء الرد أيضا من بوخضر بقولها «هذا الكلام غير صحيح، ونحن نتقبل هذه الملاحظات، ولكن هناك أسباب كثيرة تحد من احترافنا وعملنا المميز، حيث إنكم كفناني القطيف لم تقدموا ما يشفع لكم حاليا بانتقادنا، إضافة إلى عدم وجود أي دورات خاصة بنا أو ورش عمل عملية تقدمها إحدى المتخصصات في هذا الفن». وأضافت «إضافة إلى أننا نحن الفتيات لا نستطيع الذهاب يوميا إلى إحدى المدن المجاورة للاشتراك في دورات أو ورش عمل أو تنظيم معارض، وللأسف لا يوجد هناك أي اهتمام بهذا الفن، فنحن نعاني كثيرا من هذا الجحود من قبل جمعية الثقافة والفنون بالدمام، حيث حاولنا التواصل معهم ولكن لا حياة لمن تنادي». بقاء المنزل ومن جانب آخر، أكدت التشكيلية رانيا الحديبي ثقتها في نفسها وعدم اهتمامها بكل ما يقال عن فنها «لا أحبط بهذه الانتقادات، وأنا واثقة من نفسي كثيرا وبعض الفنانات هاويات الفن التشكيلي وسيصلن في قادم الأيام إلى أهدافهن بفضل امتلاكهن الموهبة الفذة في هذا الفن». وأوضحت مشاعل الشيبان «للأسف، هناك بعض النظرات السلبية للفن التشكيلي خاصة لنا نحن الفنانات، ويعتقد البعض أن المرأة يجب أن تبقى في المنزل فقط دون المشاركة في أي عمل، ولكن أنا ولله الحمد أحظى بتشجيع من قبل أسرتي». وأضافت المصورة الفوتوجرافية فاطمة الدوسري «شاركت في العديد من المعارض الخارجية والداخلية بجهود شخصية وفردية، وهذا ما يجب على الفنانات أو المصورات، فبدون الجهود الفردية لا تستطيع الفنانة أن تعمل أو تصل، كما أنني حضرت العديد من الدورات وورش العمل واستطعت أن أنجز وفي وقت محدود أيضا»، وتابعت «يجب أن تتحد الجهود من الجميع وأن نرقى بهذا الفن إلى مصاف العالمية، ففتياتنا لديهن الموهبة وينقصهن الصقل والتشجيع والدعم ليصلن إلى مبتغاهن». خدمة الموهوبات وأكد سكرتير مدير فرع برنامج الأمير محمد بن فهد بالجبيل فيصل الغامدي، أن نشر ثقافة الفن التشكيلي والتصوير كان أحد أهداف المعرض، ولذا كان السعي لتقديم جهد لتنظيمه، مشيرا إلى أنه نظم للعام الثاني بأمل أن تتواصل مثل هذه المعارض مستقبلا خاصة لفتيات الجبيل وموهوباتها. وأوضحت مدير البرنامج بفرعه النسائي بالجبيل نورة الكريديس، أن المعرض نظم للعام الثاني بهدف خدمة فتيات الجبيل وتقديم أعمالهن لجميع فئات المجتمع، وهن يحظين بكل رعاية واهتمام من فرع البرنامج في المحافظة لصقل جميع هذه المواهب خلال الأعوام المقبلة .