تحولت ساحات في جامعة الطائف إلى بحيرات من مياه الصرف الصحي، لتغلق الممرات إلى قاعات المحاضرات، فيما هدد سوء النظافة الوضع البيئي، حيث ملأت النفايات الكثير من الردهات. وشكا الطلاب مما اعتبروه إهمال النظافة في الجامعة، وحرمانهم من أبسط حقوقهم في الوصول إلى قاعات المحاضرات، واصفين الوضع بالخطير والمتأزم، خاصة أن «جامعتهم لم تكلف نفسها جهدا لمنع تدفق مياه المجاري في وسط الفناء، بعد شعورهم بالخوف وتتبع مصادر الإيذاء». وأشاروا إلى أنهم يعيشون مراحل عصيبة بعد انتشار أمراض الإنفلونزا وحساسية الأنوف، مع دخول فصل الشتاء وانقضاء الصيف الذي يشهد دائما موجة من انتقال الأمراض المعدية في ظل وجودهم في بيئة أصبحت غير تعليمية. وأشار عدد من هم ل «شمس» إلى أنهم بدؤوا يحتاطون لأنفسهم من انتشار أمراض الأوبئة وتفادي طفوحات مياه المجاري داخل الجامعة. وفيما بدأت الاحتياطات الفردية، لا تجابه المشكلة، قاطع عدد من الطلاب دورات المياه، خوفا من إصابتهم بالتلوث، في ظل طفح المجاري. وأوضح طالب السنة الثانية عبدالرحمن العتيبي أن مواسير تصريف مياه دورات المياه تصب في الممرات «فالروائح المنبعثة تزيد أعباءنا لقطع مسافات طويلة بعيدا عن تجمعات الآسنة، وبدأت وعدد من زملائي التحوط من الإصابات المعدية، وما يفزعنا كثيرا أن الطفوحات التي تحاصر القاعات الدراسية، منذ بداية الدراسة تنذر بحدوث كوارث بيئية، ونحن من يدفع ثمنها على حساب تهاون الجامعة، والوضع يهدد بانفلات صحي غير مسبوق». وطالب الطالب «ن. الزهراني» بإعادة تأهيل الاحتياطات الصحية لمواجهة انتشار الأمراض المعدية، في ظل تدهور أوضاع النظافة في الجامعة من خلال المعقمات والإرشادات الطبية «غياب عمال النظافة تدريجيا، كان وراء ظهور هذه الكوارث البيئية، وأصبحنا نلاحظ قلة أعداد عمال النظافة دون تحرك فعال من الجامعة، فأقدامنا تغوص في طبقات الطين والأوساخ المتراكمة». وبين آخرون أنهم أصبحوا يعانون انتشار أعراض الزكام والرشح وحساسية الأنوف لانبعاث الروائح الكريهة من المياه الآسنة «التدهور في أوضاع النظافة بدأ يتسرب إلى داخل قاعات المحاضرات، وهناك اهتراء في مقاعد الدراسة». من جهة أخرى عزا مصدر بالجامعة ل «شمس»، تدهور أوضاع النظافة لعدم التزام الشركة المشغلة ببنود العقد، منها على سبيل المثال تأخر الرواتب، والتأمين الصحي وغيرها، وهو ما يعود سلبا على الوضع البيئي داخل الحرم الجامعي. وكانت الفترة السابقة شهدت إضرابا جماعيا عن العمل من قبل عمال النظافة احتجاجا على انقطاع رواتبهم لعدة أشهر وإخلال المشغل ببنود العقد