وانج فينج CHINA PEOPLES DAILY دخلت حرب أفغانستان عامها العاشر، الأسبوع الماضي، لتصبح بالفعل أطول حرب تخوضها أمريكا. لكن شبح هذه الحرب بدأ يطل برأسه بشكل متزايد على أفق رئاسة أوباما، إذ تواجه الإدارة الأمريكية صعيدا قاتما إزاء تحقيق أهدافها في ذلك البلد، فضلا عن الدعم الشعبي المتلاشى لهذه الحرب في الداخل والخارج على حد سواء. ولم يحتفل البيت الأبيض ولا البنتاجون علنا بهذه الذكرى. واجتمع باراك أوباما مع مستشارين كبار وتوجه إلى ميريلاند وإيلينوي لتدشين حملة الديموقراطيين هناك، بينما استغل البنتاجون هذه الذكرى لتأبين الرقيب روبرت ميلر، الذي لقي حتفه في أفغانستان أثناء محاولته إنقاذ رفاقه من الجنود، وذلك في قاعة الأبطال تقديرا لشجاعته. وقام أوباما بمنح ميلر نوط الشرف. ورغم إشادة الحكومة الأمريكية بشجاعته، إلا أن ميلر يعد باعثا على التنبيه بحوادث القتل التي يتكبدها الجيش في أفغانستان. ويأتي الارتفاع فى الخسائر البشرية مصحوبا بعدم إحراز تقدم على الأرض؛ إذ لم يعمل نشر 30 ألف جندي إضافي، على «تقليص مكاسب طالبان، أو كبح الإخفاق السريع لحكومة قرضاي». وبعد أن أصبحت الحرب التي بدأها سلفه جورج بوش إرثه الخاص، يحتاج أوباما إلى إحراز تقدم سريع في أفغانستان. والسبيل الوحيد للخروج من هذه الأزمة هو المسار السياسي. ويبدو أن البيت الأبيض يدرك هذا، حيث أكد المتحدث باسمه روبرت جيبس أن أمريكا تدعم محادثات المصالحة بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان، غير أنه حث طالبان مجددا بالتخلي عن منهج تنظيم القاعدة والالتزام بالقانون الأفغاني ونبذ العنف. ويتعرض البيت الأبيض لضغوط سياسية تدعوه إلى تحقيق نتائج في أفغانستان. وتتصاعد في واشنطن وتيرة الانتقادات الموجهة إلى استراتيجية أوباما، كما أن الكونجرس يطالب بمزيد من البيانات لإظهار إحراز تقدم على أرض الواقع هناك. وهناك أيضا ثمة مطالب موجهة لإدارة أوباما بتقديم تقرير مفصل حول استراتيجيتها المجمعة تجاه أفغانستان وباكستان إلى الكونجرس في ديسمبر المقبل لتقييم الوضع بعد نشر جميع القوات الإضافية.