منذ بدأت شركة أبل بيع جهازها الجديد «iPhone 4» في 24 يونيو الماضي في الولاياتالمتحدةالأمريكية والمملكة المتحدة وفرنسا واليابان وألمانيا، وبسعر رسمي من أبل، انتعش الإقبال عليه في المملكة وحاول الكثيرون استيراده من الخارج، وكانت المملكة المتحدة هي البلد المفضل، حيث وصل سعر الدفعات الأولى إلى قرابة 12,000 ريال. وفي نهاية يوليو، أطلقت أبل الجهاز في 17 دولة أخرى، منها هونج كونج التي يباع فيها الجهاز«32 جيجابايت» بسعر يعادل تقريبا 2,800 ريال، وهو أقل بقليل من الأسعار الرسمية في كندا. وهذا ما دفع المحلات الكبيرة في المملكة إلى استيراده من هونج كونج أو من كندا وبيعه بأسعار مرتفعة، إذ وصل سعر الجهاز على سبيل المثال في مكتبة جرير إلى 5,499 ريال، وذلك خلال شهري أغسطس وسبتمبر، قبل أن تبدأ حرب تخفيض الأسعار إلى أن وصلت إلى 4,500 و 5,500 ريال. ورغم تزايد الإشاعات عن اقتراب موعد طرح الجهاز رسميا من قبل شركة اتحاد اتصالات «موبايلي»، إلا أن الشركة التزمت الصمت طويلا قبل أن تعلن بشكل مفاجئ مساء الجمعة 24 من سبتمبر في صفحة الشركة على الفيس بوك، عن توفيرها الجهاز بشكل رسمي بدءًا من صباح السبت 25 سبتمبر وبسعر 3,099 ريال، مع إمكانية الحصول على الجهاز بنظام التقسيط الشهري عن طريق عقد التزام لمدة عام كامل بدءًا بسعر 250 ريالا للجهاز و399 ريالا كاشتراك شهري. وأشعل هذا الإعلان المدوي حربا خفية بين المحلات التجارية التي أجرت تخفيضات سريعة وحادة في أسعارها تجنبا لاحتمالية كساد الأجهزة في مستودعاتهم، لكن هذا الأمر لم يدم طويلا، فالأجهزة المتوافرة في فروع موبايلي كانت محدودة ونفاذها كان أسرع من المتوقع. وفي معرض تعليقه على الحدث، صرح أحد المسؤولين في موبايلي أن عدد الأجهزة المطروحة يوميا في الفروع هو 5,000 جهاز، وأن الإقبال الشديد عليها هو سبب نفادها. وأعاد هذا التصريح سعر الجهاز إلى «3,200 – 3,600 ريال» في الأسواق غير الرسمية، مع أن مكتبة جرير باعته ب 3,399 ريال. وبرزت مشكلة أخرى بعد أن وردت أنباء غير رسمية عن حجب خاصية Face Time «المكالمات المرئية عن طريق الشبكة اللاسلكية» في كل من المملكة والإمارات وقطر ومصر والأردن، لكن تصريح شركة اتصالات الإماراتية على لسان النائب الأول للرئيس التنفيذي للتسويق، خليفة الشامسي، أكد أن الخاصية محجوبة من قبل شركة أبل وليس من الشركة، وهو ما أيدته شركة «دو» في صفحتها على موقع تويتر. وفي اتصال أجرته «شمس» مع مصدر مسؤول في هيئة الاتصالات السعودية، نفى أن تكون الهيئة طلبت من أبل حجب هذه الخاصية. وهو ما يعيد طرح فرضية أن أبل تخشى الدخول في منازعات قانونية مع هيئات الاتصالات في المنطقة، خصوصا مع هيئة تنظيم الاتصالات في الإمارات، والتي تمنع رسميا خدمة «مكالمات الصوت عبر الإنترنت» VoIP، كالتي تقدمها شركة Skype، مع أن أبل لا تملك أي مكتب تمثيلي أو متجر رسمي لها في المنطقة. وفي سياق متناقض، فإن هذه الخاصية تعمل بصورة فعالة في أجهزة iPhone 4 التي تم شراؤها من خارج المملكة، وهو ما يؤكد أن أبل منعتها فقط عن المنطقة، إن كانت أبل فعلا هي التي حجبتها من تلقاء نفسها. ونتيجة لذلك، احتدمت منتديات الإنترنت والمواقع المتخصصة بنقاشات ساخنة حول إمكانية إجراء المكالمات بخاصية Face Time، وخصوصا مع شهادات وتجارب متضاربة حول ظهور الخاصية واختفائها، لكن المؤكد هو إعلان أبل في موقعها الرسمي عن عدم دعم الخاصية عن طريق مشغلي الخدمة في المنطقة «السعودية «موبايلي» – الإمارات «اتصالات، دو» – مصر «فودافون، موبينيل» – الأردن «أورانج» – قطر «فودافون»». وتبقى مفاجأة أخرى تؤكد عدم دعم خاصية Internet Tethering التي تمكن المستخدم من استخدام الجهاز كمودم لأجهزة أخرى لتستخدم الإنترنت، في جميع المشغلين باستثناء «دو» في الإمارات و«فودافون» في مصر .