لم تقتصر أهمية نقاط فريق الأهلي التي حققها في مواجهته الأخيرة أمام القادسية في الجولة الثامنة من دوري زين السعودي للمحترفين على تحسين المركز فقط، بل تعدى الأمر أبعد من ذلك من خلال كسر حاجز التعثر وتجاوز الإخفاقات التي مر بها الفريق ابتداء من الجولة الثانية بتلقيه أربع خسائر متتالية أمام الاتفاق والفتح ونجران والاتحاد. ويصنف الأهلاويون الانتصار على القادسية بأنه العنوان العريض لعودة التوهج من خلال التدرج في تصاعد المستويات لمسح الصورة الباهتة التي خلفتها الجولات الأولى من الموسم. رايفيتش والعودة الأهلاوية ويضع معظم الأهلاويين الثقة الكاملة في الصربي ميلوفان رايفيتش مدرب الفريق الجديد الذي جاء خلفا لسوليد رغم التخوف الذي انتابهم إثر اعتماده على لاعبين في غير المواقع التي عرفوا فيها . ويرى الأهلاويون أن رايفيتش يملك القدرة على إعادة بناء فريق أهلاوي قوي بعد أن نجح في المهمة نفسها مع منتخب غانا في ظل البحث عن تشكيل يعتمد على جماعية الأداء بعيدا عن الفردية. ولم تكن بداية رايفيتش مع الأهلي موفقة على اعتبار أنه بدأ المهمة بمواجهة الجار والند التقليدي فريق الاتحاد بعد توليه المهمة الفنية ب 48 ساعة ورغم الخسارة بثلاثة أهداف فإن الفريق الأهلاوي كسب من الإشادات الكثير من خلال تأكيدات جميع النقاد الرياضيين والمحللين على أن الفريق شهد تغييرا في الأداء ويعتبر في تحسن ملحوظ عن المواجهات السابقة ما يعني أن ذلك مؤشر جيد للنهوض من كبوته والعودة مجددا إلى مضمار المنافسة بعد أن تخلف كثيرا لدرجة وصوله إلى المركز قبل الأخير. إعادة تكوين وبدأ المدرب رايفيتش مهمته من خلال قراءته للعناصر الميدانية في الأهلي وتقييمه لإجادتها التكتيكات واستنادها على أسس صحيحة في اللعب، حيث أكد أن بناء الهجمة لابد أن يكون جيدا وسليما انطلاقا من الخطوط الخلفية في الدفاع وهو الأمر الذي جعله يبحث عن مدافع صاحب لمسة فنية في مهمة اختار لها قائد الفريق محمد مسعد على اعتبار أنه يرى فيه أنه الأنسب لشغر المكان في ظل القدرات الفنية العالية في عملية الاستلام والتسليم. وبعيدا عن رؤية رايفيتش الفنية فإن الأهلي الذي أبرم ثلاث صفقات محلية هذا الموسم كلها في خانة الدفاع متمثلة في المنتقل من نجران علي الصقور وثنائي الوحدة السابق كامل الموسى وكامل المر إلا أن الوحيد الذي مثل الفريق طوال مبارياته الماضية هو الموسى فقط بينما لم يلعب المر حتى الآن مباراة كاملة في الوقت الذي لم يشاهد فيه الصقور يرتدي القميص الأهلاوي خلال لقاء رسمي. معسكر الطائف ولأن مهمة إعادة ترتيب الأوراق تحتاج إلى اقتناص فرصة وقت، بعيدا عن المباريات الرسمية فقد استغل مدرب الأهلي فترة عدم خوض فريقه لأي مواجهة رسمية في دوري زين السعودي للمحترفين عقب مواجهة الاتحاد من أجل تنظيم معسكر إعدادي قصير في الطائف استمر لمدة خمسة أيام خضع خلالها اللاعبون لتدريبات صباحية ومسائية من أجل رفع المعدل اللياقية للاعبين بعد أن كشفت الاختبارات اللياقية التي أجراها الجهاز الفني المساعد تدني المستوى اللياقي لجميع اللاعبين باستثناء العماني عماد الحوسني الذي سجل درجة عالية في الاختبارات اللياقية وتخلل المعسكر الأهلاوي في الطائف لقاء ودي أمام فريق حراء على ملعب الملك فهد بالحوية بناء على طلب من المدرب رايفيتش من أجل تطبيق مخططاته الفنية. تدريبات صباحية إجبارية بعد أن تفاجأ المدرب ميلوفان رايفيتش بتواضع نتائج الاختبارات اللياقية قرر إلزام جميع اللاعبين بالتدريبات الصباحية من خلال الحضور بصفة يومية من أجل زيادة المخزون اللياقي وتقوية العضلات باستخدام صالة الحديد . وانتهج المدرب أسلوبا لم يتعود عليه اللاعبون الأهلاويون من خلال فرض تدريب صباحي للفريق في نفس اليوم الذي يخوض فيه الفريق مواجهة رسمية أي قبل 13 ساعة من اللقاء. حجرة التعاون توقع الجمهور الأهلاوي أن يسقط التعاون كأول الضحايا الأهلاوية بعد معسكر الطائف إلا أن النتيجة خالفت جميع التوقعات بعد أن سجل التعادل الإيجابي بهدف لمثله حضوره في المحصلة النهائية للموقعة رغم سيطرة الفريق الأهلاوي التامة على معظم مجريات المباراة ولكنه لم يفلح في هز الشباك إلا في مناسبة واحدة لتأتي مباراة القادسية ويكون الفريق في أفضل حالاته ويغزو مرمى القادسية في عدد من المناسبات ويخرج في نهاية المطاف فائزا بهدفين لهدف رفع بها الرصيد النقطي للفريق إلى سبع نقاط. تظلم من التحكيم ويرى الأهلاويون أنهم لن يتخلصوا من الأخطاء التحكيمية التي يؤكدون أنها أصبحت عادة سنوية من خلال الحكم خالد الزهراني الذي أدار دفة مواجهة القادسية وأشهر ثماني بطاقات صفراء وواحدة حمراء ما أفقدهم خدمات ثلاثة لاعبين في الموقعة المقبلة أمام النصر التي سيتغيب عنها عماد الحوسني ومحمد مسعد وإبراهيم هزازي الذين يعدون من أهم العناصر الأساسية في الفريق. وطالت الانتقادات الأهلاوية للتحكيم الحكم فهد العريني الذي يرى أنصار الأهلي أنه أغفل ضربتي جزاء لصالحهم خلال موقعة التعاون بتأكيد من رئيس لجنة الحكام الرئيسة عمر المهنا. البعد عن الإعلام فضل رئيس الأهلي الأمير فهد بن خالد والمشرف على الفريق طارق كيال في الفترة الماضية الابتعاد عن الإعلام وعدم الإدلاء بأي تصريح صحفي واستندا في توجههما على عدم وجود ما يمكن قوله وفق سياسة أهلاوية جديدة إلا أن مباراة القادسية أحدثت تغيرا نسبيا في هذه السياسة بعد ظهور رئيس النادي والمشرف على الفريق وانتقاد الأول للحكم الزهراني على قراراته التحكيمية أثناء سير لقاء القادسية فيما وصف الثاني الفوز على القادسية بالمفرح وأشار إلى أنه جاء في الوقت المناسب لرفع معنويات اللاعبين وانتشالهم من دوامة الخسائر المتلاحقة. وعد الرئيس وعد الأمير فهد بن خالد لاعبي الفريق بتقديم مكافأة مضاعفة قدرها 12 ألف ريال لكل لاعب في حال تحقيق الفوز على النصر في الجولة التاسعة، وذلك بعد منح كل لاعب 6.000 ريال بعد الفوز على القادسية في الجولة الثامنة