قبيلة ذات تاريخ عريق من سلالة «الجذر الأمازيغي» الذي سكن أسلافه منطقة شمال إفريقيا منذ أحقاب طويلة، وما زال هؤلاء القوم يتمتعون باستقلال الشخصية متشبثين بالهوية والعادات والتقاليد. فالمكون الثقافي للطوارق متفرد وغريب من نوعه، فالرجال الزرق، أو «رجال اللثام» كما يحلو لهم أن يطلقوا على أنفسهم، يعيشون في شمال مالي والنيجر وغرب ليبيا وجنوب الجزائر، ويتحدثون لغتهم الخاصة التي تسمى «المتاشيق»، ولهم كتابتهم الخاصة أيضا وهم مبدعون في الشعر والفن القصصي والغنائي. ويشير ابن بطوطة إليهم في رحلاته الشهيرة فيقول: «وهم من أصول دولة المرابطين». ويتكون الطوارق من قبائل يرأسها أمير أو أمين العقال يسمى «الأمنوكال»، ويصل إلى الحكم عن طريق الوراثة، وتتركز مهامه في الإشراف على حل الخلافات ورأب الصدع بين القبائل وإدارة خطط الحروب. ويعتمد الطوارق في معاشهم على الإبل، كما يستخدمونها في ركوبهم وحمل أثقالهم، وتكون مطيتهم في الحروب أيضا. ويشتغل الطوارق أيضا بتربية الماعز ويتخذون من ألبان الإبل والماعز والبقر طعامهم الرئيسي، إضافة إلى لحومها، ويرتحل الطوارق دوما نحو المناطق الممطرة المعشبة لرعي المواشي. كما ينشطون في القوافل التجارية وزراعة الحبوب وبعض الخضراوات في البوادي وواحات الصحراء وعلى ضفاف الأودية.