نقص الأجهزة الأساسية في المدارس يقود إلى فراغ في الوسائل والمناهج الدراسية، وذلك ما يعانيه عدد من معلمات الحاسب الآلي بالمنطقة الشرقية اللاتي يشكون من عدم وجود معامل مجهزة لتدريس مادة الحاسب الآلي في عدد من المدارس بغرب وشرق محافظة الدمام واللائي أسند إليهن تدريس هذه المادة للمرة الأولى للمرحلة المتوسطة كمنهج جديد يدرس بدءا من الصف الأول المتوسط. وأشار عدد من المعلمات حديثات التعيين خلال حديثهن ل«شمس» إلى أن خلو تلك المدارس «تحتفظ «شمس» باسمها» وقع على مسامعهن وقع الصدمة، وغيب فرحتهن بالتعيين بعد سنوات عجاف قضينها كمعلمات بديلات وفقا لنظام التقاعد، مؤكدات أن خلو المدارس من معامل الحاسب أحيطت به إدارات تلك المدارس، بيد أن الإجابة لم تخل من كلمة «تصرفوا» ما يشير إلى أن الأمر لا يتعلق بالإدارة التي لا تملك أي حلول لها. وأبانت «أم صالح»، إحدى المعلمات صاحبات الشكوى أن مادة الحاسب الآلي وكونها منهجا جديدا على الطالبات تحتاج إلى أرضية صحيحة لتحقيق الهدف المرجو من العملية التعليمية، مشددة على «أن إشراك الجانب التطبيقي أمر لا يستهان به، ولا أعلم كيف سأشرح مكونات الحاسب والأجهزة المتعلقة به دون معامل مجهزة بأجهزة حاسب آلي ومتعلقاتها من الأجهزة الأخرى وقطع غيار». ولم تكن المدرسة التي عينت بها «أم صالح» الوحيدة بل شاطرتها في ذلك المدرسة المنتدبة لها انتدابا جزئيا «المدرستان لا وجود لمعامل حاسب فيهما، وليس ذلك فقط، إذ لا دليل معلم أو حقيبة معلم، ولا أملك سوى كتاب ويبدو أني سوف أحضر جهازي الخاص للمدرسة يوميا من أجل الشرح عليه للطالبات والاكتفاء بالاختبار النظري دون التطبيقي، كما أنه لا خيار أمامي سوى ذلك، إلى جانب تصوير الأجهزة ثم تكبيرها كوسائل شرح مساعدة لي كي تستوعب الطالبات المادة الجديدة عليهن»، مشيرة إلى أن إحدى الموجهات أوضحت لها أن تجهيز المعامل قد يستغرق عاما من الآن، ما يعني أن عليها الاستعاضة عن الجانب التطبيقي بالشرح النظري فقط. من جانب آخر أوضحت معلمة أخرى أن مدرستها الواقعة في شرق الدمام تعاني ذات المشكلة، ولا يوجد أمامها سوى طلب جهاز «البروجكتر» من الإدارة للعرض المرئي، وهو ما لم يتوافر للمدرسة أيضا «المادة تحتاج إلى تطبيق عملي كأساس لكل ما يدرس، ولا جدوى من الاكتفاء بالشرح النظري للمادة التي تعد جديدة على طالبات المرحلة المتوسطة وتحديدا الأول المتوسط». من جهة أخرى أفاد المدير العام لإدارة التربية والتعليم للبنات بالمنطقة الشرقية الدكتور سمير العمران أنه تم رفع احتياج جميع مدارس المنطقة لمعامل الحاسب الآلي إلى الجهات المسؤولة في الوزارة؛ حيث إن تأمين هذه المعامل يأخذ طابع المركزية ويتم عن طريق وزارة التربية والتعليم. وأشار العمران إلى أنه بإمكان المعلمات تعويض النقص بمعامل الحاسب الآلي باستخدام الأجهزة المحمولة المتوافرة في المدرسة لحين تأمين الوزارة لمعامل الحاسب الآلي في جميع المدارس. يشار إلى أن أحد القرارات التي خرج بها اللقاء السنوي ال19 لقادة العمل التربوي الذي عقد يونيو الماضي برئاسة وزير التربية والتعليم وبحضور قيادات التعليم في السعودية في محافظة الخبر بالمنطقة الشرقية أن تتولى الإدارة العامة لتقنية المعلومات والحاسب والآلي متابعة تأمين «معامل الحاسب الآلي».