علمت «شمس» من مصادر مطلعة على أحوال شركة روتانا أن الأزمة المالية التي مرت بها الشركة في الفترة الماضية وأشرنا إليها في سبتمبر من العام الماضي وحاولت الشركة إنكارها هي السبب الرئيسي في إعادة الهيكلة الإدارية وترتيب القطاعات داخل المبنى الذي يبدو لزوار العاصمة جميلا من الخارج. القرار الأخير الذي أصدرته الشركة الذي يقضي بتوسيع نفوذ سالم الهندي مدير شركة روتانا للصوتيات وتوسيع نفوذه على قطاعي المشاريع والتطوير، إضافة إلى المقاهي المنتشرة في العواصم العربية والمجلة، وإذاعة روتانا التي ستنطلق الشهر المقبل جاء بعد محاولته الضغط على الإدارة العليا وإعلانه استقالته احتجاجا على عدم حصوله على منصب جديد ضمن الهيكلة الإدارية التي تبوأ فيها أخيرا فهد السكيت المكانة الأبرز بتعيينه في منصب الرئيس التنفيذي للشركة خاصة أنه يمتلك رؤية ومنظورا كبيرا في التعامل مع الأزمات، ونال هذا المنصب مكافأة له بعد معالجته عددا من الملفات الشائكة والمتراكمة داخل قطاعات الشركة ونجاحه في قيادة ملف «نيوز كورب»، وصفقة التوقيع مع هامور الإعلام مردوخ ومجموعته الإعلامية التي ظهرت بصماتها في التكتيك الإداري الجديد الذي لم يرق ل «سالم الهندي»، الذي قدم استقالته في الفترة الماضية باعتباره نوعا من الضغط على الإدارة الجديدة مشترطا عليهم قبول طلباته التي تم تلبيتها أخيرا لتسيير أمور قطاع الصوتيات الذي يعاني من مشاكل مالية أثقلت كاهل الشركة، وجاء قرار تعيين فراس خشمان نائبا له ليكون مطلعا على كافة الأمور في القطاعات الموجودة تحت قبضة الهندي، هذا القرار ينم عن حبكة وذكاء من الإدارة العليا في الشركة؛ لأنه إذا ما حاول الهندي أن يمارس هوايته المعتادة بتطبيق سياسة ليَّ الذراع من جديد فإن البديل الجاهز سيكون على أهبة الاستعداد لتسيير دفة الأمور. وتفيد ذات المصادر بأن الهندي يواجه في المرحلة المقبلة عدة تحديات لإثبات قدراته في تخطي كل العقبات لرفع سقف قطاع الصوتيات من خلال التحصيل المادي عبر الإنتاج الصوتي وإيجاد حلول جذرية لتصحيح جميع مسارات القطاع، خاصة أن الشريك الجديد يتعامل مع أرقام بعيدا عن الأسماء والعشوائية التي كانت تدار في الماضي ولو اضطره الأمر للاستغناء عن القطاع كاملا والاكتفاء بالأنشطة المربحة فقط لتعلن هذه السياسة انتهاء زمن الراحة في المكاتب الوثيرة. أحد المؤشرات على ذلك أن هناك قرارات صدرت من الهندي بتسريح عدد من الموظفين في قطاع الصوتيات قد يصل عددهم مستقبلا إلى 150 موظفا سيتم الاستغناء عن خدماتهم إلى جانب عدد من الفنانين الذين سيواجهون نفس المصير في حال عدم تحقيق طموح الشركة عبر در الأرباح داخل خزينة قطاع الصوتيات. وأشار المصدر إلى أن الهندي قام بجولة مكوكية قبل أيام متنقلا بين بعض العواصم العربية لزيارة مكاتب الشركة وعقد عدة اجتماعات شارحا وضع الشركة ومستقبلها في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها، موضحا الحالة المادية التي تعاني منها بعض قطاعات «روتانا». من جانبه يريد الشريك الجديد وضع بصمة مستقبلية في الإعلام المرئي من خلال الشراكة في القناة الإخبارية التي تجري التحضيرات على قدم وساق من أجل إطلاقها. يذكر أن «شمس» أول من انفرد في نوفمبر الماضي باتجاه «روتانا» إلى افتتاح قناة إخبارية بعد الشراكة والتركيز على القطاع الإخباري الذي يجد رواجا كبيرا في المنطقة، خاصة أن الشرق الأوسط يعتبر مكانا مليئا بالأحداث السياسية، واستطاع عدد من القنوات الفضائية أن تصنع لها مكانا ومكانة لدى المشاهد العربي من خلال قطاع الأخبار، والشريك الجديد «مردوخ» يرى نفسه في هذا المجال كثيرا. وكانت «شمس» أيضا أول من أعلن الأزمة المادية التي تعاني منها الشركة وعلى ضوئها قررت تسريح نحو 24 فنانا لا ترى أنهم يمثلون طموحات الشركة التي تبحث عن الربحية، وذلك في ال20 من سبتمبر العام الماضي، وحاولت الشركة حينها المكابرة أكثر من مرة، بل مع تأكيداتنا في تلك الفترة كانت الشركة تنفي وتحاول أن تبعث التطمينات في أكثر من اتجاه إلى أن أعلن الهندي في أحد مؤتمراتها خارج السعودية، الأزمة بصورة علنية أمام جميع وسائل الإعلام. السؤال الذي يطرح نفسه: هل يستطيع الهندي أن ينجح في المنصب الجديد أم أن المهام أكبر وأصعب وتحتاج إلى رجل مرحلة حقيقي يملك تصورا واضحا ويستطيع فك ألغاز المشاكل التي لا تنتهي في الدور ال58 من مبنى المملكة؟ .