بعد هدوء عاصفة الاحتفال باليوم الوطني، وبعد مضي أكثر من أسبوع، دعونا نستعرض عدة حوادث ومشاهد مؤلمة وقعت في مختلف مناطق المملكة. في العاصمة الرياض تم إيقاف حركة السير تماما في الشوارع وازدحم طريق الملك عبدالله بشكل هائل، وطريق أبوبكر الصديق وطريق عثمان بن عفان، ورقص بعض الشباب في الشوارع، وسجلت حالات تحرش بالنساء والتلفظ على المارة. أما في الخبر، فقد رصدت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مضايقة للعوائل في المجمعات التجارية، ومخالفات شرعية من طلاء الوجه وصبغ الشعر، والرقص، ما دعاها إلى أن تقبض على أكثر من 100 شاب وفتاة! بينما الوضع في المدينةالمنورة كان فوضويا وصاخبا، بكل ما تعني الكلمة، فعلى الرغم من كثافة الدوريات الأمنية في الشوارع والطرق، إلا أن بعض الشباب حاولوا إثارة المشكلات والقيام بأعمال حمقاء من مضايقة العوائل وإغلاق الطرق، إلى الحد الذي جعل مواطنا يطلق النار لإخافة الغوغاء عند محاولتهم الاعتداء على أسرته، وبعضهم الآخر قذف الأحجار على الدوريات الأمنية، في تصرف متهور لا ينم عن احترام وحب للوطن. وفي تبوك وقع أسوأ حادث، حيث تعرض طفل لطلق ناري حينما حاولت الدوريات الأمنية فض الشغب، نقل على أثره إلى المستشفى في حالة حرجة جدا، والسبب هو عدم استجابة الشباب لأوامر الأجهزة الأمنية واستهتارهم بالتعليمات والقوانين. هذه حصيلة قليلة لبعض ما حدث في مناسبة غالية علينا جميعا. فبالله عليكم، هل هذا تعبير عن الفرحة أم اختطاف سافر لمناسبة عظيمة سعيدة علينا جميعا؟ إن هؤلاء الغوغائيين الذين يستغلون فرحة الوطن يجب أن يردعوا بتطبيق نظام صارم والتشهير بهم، وقبل كل شيء يجب توفير أماكن وساحات لاحتفالاتهم الخاصة، وأرى أن يرصد المختصون من دارسي العلوم النفسية والاجتماعية مثل هذه الظاهرة التي تتكرر في كل مناسبة فرح يعيشها الوطن، ويقدموا البحوث ويتقصوا عن أسباب انتشارها وتكرارها بهذا الشكل الممجوج.