في فترة لا تتجاوز عشرة أعوام استطاع الفنان ماجد المهندس أن يكون أحد النجوم الكبار في الأغنية العربية في عصرها الحديث، منذ أول ألبوماته طرق أبواب القلوب وأدار الأعناق للصوت الشامخ بشموخ نخيل الرافدين والعذب ك «دجلة والفرات»، رحلة الكفاح التي عاشها في بداية حياته عززت من نظرته الإنسانية تجاه الأشياء من حوله، غناؤه وتلحينه لأوبريت الجنادرية «وحدة وطن» كان تأكيدا للحس الموسيقي العالي الذي يتمتع به كفنان.. قطع على نفسه وعدا في إحدى زياراته السابقة للسعودية بالظهور عبر «شمس».. وها هو اليوم يفي بوعده عبر الحوار التالي: بداية.. هل سنشهد تعاونا جديدا بينك وبين الفنان محمد عبده في ألبومك القادم؟ «أبو نورة» إضافة حقيقية، وهو فنان حقيقي بكل ما تعنيه هذه الكلمة، وأتمنى أن تتكرر هذه التجربة الرائعة مع «فنان العرب»، وحققت أصداء كبيرة للألبوم السابق «إذكريني» وأنا جاهز لأي تعاون قادم، ورهن إشارته لأي عمل فني. ما جديدك على الساحة الفنية؟ أجهز حاليا للألبوم المقبل، وأنا في مرحلة الاختيار، وسوف أسجل أعمالا عديدة من شعراء وملحنين سبق أن تعاونت معهم، وأتعاون مع شعراء وملحنين للمرة الأولى، وهناك العديد من المفاجآت التي أعد بها جمهوري الكريم، وأنا حريص كل الحرص على تقديم كل ما يكون عند تطلعاتهم. تتمتع بجماهيرية كبيرة.. فكيف يمكنك الحفاظ على المستوى الذي وصلت إليه؟ العمل والإخلاص والحب للطريق الذي أسير فيه إضافة إلى الاستمرار والمثابرة في أن أكون عند حسن ظن الجمهور الحبيب هي إحدى أركان النجاح، والتوفيق دائما من الله سبحانه وتعالى. فزت أخيرا بجائزة «الموركس دور» كأفضل فنان عربي.. ماذا يعني لك اللقب؟ بداية قلتها وأعود لأكررها.. الجمهور هو من جعلني أحصل على هذه الجائزة، وأنا سعيد بهذا الجمهور الرائع وسوف أعمل كل ما في وسعي لإسعادهم لأنهم سبب سعادتي. صرحت بأنك تخاف الحسد خصوصا بعد تلحين أوبريت الجنادرية وبعد حصولك على الجنسية السعودية.. كيف تصف هذا الشعور؟ الحسد موجود، وأنا بالطبع أخاف من الحسد، ومهرجان الجنادرية مهرجان كبير وشرف لأي فنان المشاركة به، وأنا فخور بهذه المشاركة، ولا مانع من الاشتراك فيه مرة أخرى، وبعد المشاركة فيه شعرت بأنني قد أتعرض لنوع من الحسد. الكثير شكك في مقدرتك على تلحين أوبريت الجنادرية إلا أنك نجحت..! الرد كان من خلال العمل، وأنا أحترم وجهة نظر الآخرين حتى لو كانت سلبية، والعبرة بالخواتيم، على الرغم من أني كنت متوترا نوعا ما لأن الثقة التي أعطيت لي كبيرة جدا، وأحمد الله أنني وفقت بها. ماذا يعني لك الشاعر ساري؟ شاعر كبير وإنسان عظيم، وأنا معجب بما قدمه لي من أعمال، ولغيري من الفنانين وأعتبرها من أهم الأعمال في هذه الفترة. لماذا يتردد اسمك في مهرجان هلا فبراير ولا نراك؟ متى نقول إنه حان الوقت للمشاركة فيه؟ مهرجان هلا فبراير مهرجان كبير ومهم، ولكن بعض الظروف تسببت في عدم المشاركة. هل جنسيتك السابقة كانت السبب في ذلك؟ هناك أمور لا أحب التطرق لها والحديث عنها، ولكن يظل مهرجان «هلا فبراير» أحد أهم المهرجانات في المنطقة. أثناء تدشين ألبومك كان الفنان كاظم الساهر في بيروت إلا أنه لم يحضر فما السبب في ذلك؟ «سكت قليلا».. أرجو أن تعفيني من إجابة هذا السؤال. لكن هناك من يقول إن بينكما خلافا كبيرا وأنت فسرته بغير ذلك؟ كاظم صديق عزيز أحترمه وأكن له التقدير، ولا يوجد بيننا أي خلاف، على العكس علاقتي به وطيدة جدا، وأحترم جمهوره. المقارنة الفنية بينكما.. ألا تسبب لك بعض المضايقات؟ الجمهور هو من يعقد هذه المقارنات، وهذه عادة الجمهور المحب في كل العالم، ولا أشعر بالتضايق أبدا ومثلما أخبرتكم بأنني أكن لكاظم كل المحبة والتقدير، والأمر عادي بالنسبة إلي. سمعنا أنك في بداياتك تقدمت لمسابقتين فنيتين في الإذاعة والتليفزيون العراقي، وحكمت اللجنة بأنك لا تصلح للغناء ما صحة ذلك؟ نعم، كنت حينها لا أعزف أي آلة موسيقية، ومن الطبيعي ألا تقبلني اللجنة، ولكن هذا الرفض كان حافزا لتطوير موهبتي ودراسة الموسيقى للوصول إلى النجاح، وهذه المرحلة التي عشتها تعتبر درسا لأي فنان مكافح وأن حجر عثرة في الطريق لا يعني نهايته، بل البحث عن طريق آخر هو الحل، وأنا سعيد بما حققته ووصلت إليه. ألا تشعر بالحرج عندما يقال إن الفنان ماجد المهندس كان يعمل في وظائف بسيطة في بداياته؟ بالعكس، أنا إنسان كافحت لأصل إلى ما أنا عليه الآن، وأشعر بالاعتزاز أنني كنت خياطا، والتجارب التي خضتها في السابق والمعاناة التي عشتها كانت سببا للمثابرة والنجاح ودافعا لتحقيق الأفضل في مسيرتي، وما دام الشخص يملك مهنة يحصل منها على رزق كريم.. فما العيب في ذلك؟! يقال إن هناك خلافا بينك وبين الإعلام.. ما السبب؟ أنا على علاقة طيبة مع الجميع ولا خلافات والحمد لله، وأنا قريب من الإعلاميين الذين أقدر رسالتهم ودورهم الكبير في أي نشاط فني واجتماعي. ماذا لديك لتضيفه قبل إنهاء الحوار؟ أحب أن أهنئ مملكة الإنسانية حكومة وشعبا باليوم الوطني متمنيا لهذا الوطن الكبير الأمن والرخاء تحت ظل القيادة الحكيمة .