تواكب التنمية السعودية مستجدات التصنيع العالمي، وتفتح آفاقا جديدة في الصناعات الضخمة، وذلك منذ أن تم الإعلان عن الاتجاه لتطوير وصناعة طائرات مروحية محليا، وذلك بعد توقيع عدد من مذكرات التفاهم مع شركات ألمانية العام الماضي. وعملت مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية على تكوين فريق هندسي مشترك يعمل في مقر المدينة بالرياض للقيام بالتصميم والتطوير والتصنيع المشترك للطائرات، وذلك بعد أن وقعت مذكرة تفاهم مع شركة إم كيه الألمانية للطائرات المروحية من الفئة المدنية، التي تبلغ حمولتها ما بين ثلاثة وستة ركاب. ومواكبة لهذا التطور التاريخي تبدأ السبت القادم فعاليات المؤتمر السعودي الدولي للفضاء والطيران الذي تنظمه مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بالتعاون مع وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا»، وذلك في مبنى المؤتمرات بمقر المدينة بالرياض. ويصاحب المؤتمر الذي يستمر ليومين ملتقى علمي بمناسبة مرور 25 عاما على الرحلة الفضائية للأمير سلطان بن سلمان ودخول المملكة مجال الفضاء، يحضره عدد من الأمراء والوزراء ورئيس وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» الجنرال تشارلز بولدن، وعدد من رواد الفضاء المشاركين بالرحلة وجمع كبير من العلماء والمهندسين والباحثين المحليين والدوليين منهم علماء حائزون على جائزة نوبل . خبراء دوليون ويستضيف المؤتمر متحدثين دوليين أبرزهم الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، ورئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الدكتور محمد بن إبراهيم السويل، والأمير الدكتور تركي بن سعود بن محمد نائب رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية لمعاهد البحوث والباحث الرئيس لتجربة الغاز المؤين في رحلة مكوك الفضاء ديسكفري ورئيس اللجنة الإشرافية للخطة الوطنية الشاملة للعلوم والتقنية، ورئيس مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة، وعضو الفريق العلمي لرحلة المكوك الفضائي ديسكفري الدكتور هاشم بن عبدالله يماني، والجنرال تشارلز بولدن، ورائد الفضاء بوكالة ناسا العقيد ستيفن ناجل، كما يستضيف قائد القوات الجوية الملكية السعودية الفريق ركن محمد بن عبدالله العايش، وعضو مجلس الشورى وزير الدولة السابق الدكتور عبدالعزيز بن إبراهيم المانع، ورئيس شركة معادن الدكتور عبدالله بن عيسى الدباغ. 14 ورقة عمل ويهدف المؤتمر إلى المساهمة في خطة المملكة الوطنية الاستراتيجية للنهوض بتقنية الفضاء والطيران، وزيادة واستمرارية تعاون أصحاب التخصص، والمضي قدما في جدول الأعمال الوطني، وتحقيق التنمية المستدامة في قطاع الفضاء والطيران، إضافة إلى مناقشة جميع المجالات العلمية والتقنية ذات الصلة بالملاحة الجوية والفضائية، وتبادل المعرفة بين العلماء والمهندسين حول الاكتشافات الجديدة في علوم الفضاء والتقنية ومنتجاتها، فضلا عن مناقشة الأفكار والخبرات وتطوير شبكة عالية من المحترفين في هذا القطاع. ويناقش خلال ست جلسات 14 ورقة عمل تتناول في مجملها ثلاثة محاور رئيسة، يختص الأول منها بأحدث اتجاهات واستراتيجيات علوم الفضاء والبحوث المتقدمة، حيث ستناقش وكالة ناسا الاتجاهات الجديدة لاستكشاف الفضاء، في حين ستطرح مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية أنشطتها وبرامجها في هذا المجال مع التركيز على موضوعات: رصد الأرض والملاحة وتكنولوجيا الاتصالات السلكية واللاسلكية. ويخصص المحور الثاني لاستعراض تجربة مهام رواد الفضاء؛ وذلك بمناسبة الذكرى ال25 لرحلة اس تي اس 51-ج، حيث يستعرض الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز مع مجموعة متميزة من رواد الفضاء الذين شاركوا في الرحلة اس تي أس 51-ج. تجربتهم المتميزة خلال تلك الرحلة ويطرحون آراءهم وانطباعاتهم على التوجهات والتطورات الراهنة في مجال استكشاف الفضاء. فيما يتطرق المحور الثالث إلى استعراض أحدث أبحاث وكالة ناسا، والجامعات الرائدة، ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، حيث يتناول مديرو برامج البحوث وكبار الباحثين آخر النتائج العلمية التي توصلوا إليها، وكذلك عرض لمحات عن مستقبل البحوث المتقدمة، كما يعرض أصحاب المصالح الصناعية في المملكة القدرات المتنامية في مجال صناعة الطيران وتعديل الأنظمة، وكذلك المكونات ذات الصلة بنظم الأقمار الاصطناعية، والاتصالات، ورصد الأرض. استخدام النانو محليا تضمنت مذكرة التفاهم بين «العلوم والتقنية» وشركة إم كيه هليكوبتر وبالتعاون مع شركة إس جي إل، إحدى كبرى الشركات في مجال المواد المركبة الكربونية، الاتفاق على تطوير الألياف الكربونية عالية الأداء، مع التركيز على أنظمة تقوية تعتمد على جزيئات النانو لاستخدام الطيران بشكل عام، دون أن تكون قاصرة على الطائرة المروحية الخفيفة التي تقوم على مادة من مركبات النانو، حيث ستكون تلك المروحيات مروحيات نقل تعمل بالتوربين والمكبس وتسع ما بين ثلاثة وستة مقاعد، وستبرز تلك الطائرات في السوق العالمية بشكل متميز، فيما يتعلق بمقاييس السلامة والراحة والأداء وكفاءة التكلفة والتصميم. وسيندمج فريق مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية بشكل كامل في قسم الهندسة التابع لشركة إم كيه للمروحيات، وسيعمل بشكل متزامن على موقع منشآت الشركة الألمانية وإقامة نفس المنشآت في المملكة، لخدمة المشروع المتقدم، الذي سينقل المعرفة إلى السعودية، ويكوّن عمالة سعودية عالية التأهيل، وفي نفس الوقت ينقل التقنية السعودية المتطورة إلى السوق العالمية. «السلام للطائرات» من أجل تطوير صناعة الطيران تواصلا مع برنامج صناعة الطيران في السعودية تأسست شركة السلام للطائرات في عام 1988م تحت مظلة برنامج التوازن الاقتصادي لتحقيق الاكتفاء الذاتي للمملكة في مجال صيانة وتعديل الطائرات، ولتسهم بشكل أساسي في تطوير صناعة الطيران بالمملكة العربية السعودية. وشارك في تأسيس شركة السلام للطائرات مجموعة بوينج للصناعات التقنية بحصة قدرها 50 %، الخطوط الجوية العربية السعودية 25 % الشركة السعودية للصناعات المتطورة 10 %، مؤسسة الخليج للاستثمار 10 %، وشركة التصنيع الوطنية 5 %. ويتوزع نشاط الشركة على ثلاثة مجالات رئيسية هي: صيانة وعمرة الطائرات المدنية، صيانة وعمرة الطائرات العسكرية، المساندة الفنية للطائرات العسكرية .