عندما أعلن الرئيس باراك أوباما في اليوم الأخير لشهر أغسطس الماضي نهاية العمليات العسكرية في العراق بعد اكتمال انسحاب القوات القتالية منه، أعاد بذلك فصولا طويلة من حكاية الاجتياح الأمريكي للعراق خلال إدارة الرئيس السابق جورج بوش الابن. وقبل أن يرث أوباما مسؤولية هذه الحرب المضنية، صدرت كمية كبيرة من الكتب والمذكرات التي تنتقد بوش وصقور إدارته الذين روجوا لشن الحرب على العراق. غير أن الأنظار تتجه الآن نحو الكتاب الذي سيصدره وزير الدفاع الأسبق دونالد رامسفيلد في يناير المقبل، والذي سيكون مليئا بتفاصيل وأسرار لم يكشف عنها من قبل حول إدارة بوش، والحرب على العراق. تجنب رامسفيلد الظهور العلني منذ استقالته المفاجئة من وزارة الدفاع في اليوم التالي لانتخابات 2006 النصفية، عندما خسر الحزب الجمهوري السيطرة على الكونجرس، بسبب عدم شعبية الحرب في العراق ليقرر الآن نشر كتابه الذي طال انتظاره. وأعلنت دار سنتينيل للنشر أن الكتاب سيطرح في الأسواق بتاريخ 25 يناير المقبل بعنوان «المعروف والمجهول». ووفقا للدار، فإنه سيكون مليئا بتفاصيل وأسرار لم يكشف عنها سابقا حول إدارة بوش، وهجمات 11 سبتمبر والحرب في أفغانستان والعراق. ويحاكي عنوان الكتاب تصريحا أطلقه رامسفيلد عام 2002 اجتذب الكثير من الانتقاد، عندما أعلن أن هناك «المجاهيل المعروفة والمجاهيل المجهولة عندما يتعلق الأمر بالحرب في العراق»، وهو أمر دفع منتقديه للقول إن اختلاط الكلمات رمز على تخبط وزير الدفاع. ويبدو أن رامسفيلد سيكشف تفاصيل جديدة، إذ يخطط المسؤول الأمريكي السابق إلى إطلاق موقع على شبكة الإنترنت ليتزامن مع طرح الكتاب، وسيعرض الموقع وثائق لم يكشف عنها سابقا. وأعلن رئيس دار النشر أدريان زاكيم أن الكتاب عبارة عن «رواية سردية رائعة ومثيرة للقراء، وفرصة لم يسبق لها مثيل للمؤرخين. والمخطوطة الأولية تحوي كل شيء كنت آمل به، وأكثر من ذلك بكثير». ولم يتضح بعد كم تلقى رامسفيلد من الأموال مقابل نشر الكتاب، لكنه تعهد بالتبرع بعائداته للجمعيات الخيرية المعنية بقدامى المحاربين. والمعروف أن رامسفيلد أدار الجزء الأول من الحرب على العراق، وحظي بالتقدير لدوره الفعال خلال الحملة. لكنه وقع تحت نيران الانتقاد لتخطيطه وتنفيذه للحرب بالإضافة إلى فضيحة أبي غريب عام 2004، واستقال من منصبه عام 2006، واستبدل بروبرت جيتس. وانضم رامسفيلد حاليا لمعهد هوفر، وهو مركز أبحاث للمحافظين في جامعة ستانفورد. وكانت الأسواق الأمريكية شهدت عدة كتب كشفت عن جزء من العالم السري لصنع القرار فى عهد بوش، خاصة فيما يتعلق بحرب العراق ومن أبرزها «خطة الهجوم» للكاتب الاستقصائي بوب وود ويرد و«اختبار عصرنا.. أمريكا تحت الحصار» لوزير الدولة السابق لشؤون الأمن الداخلى توم ريدج، و«مواجهة جميع الأعداء» لريتشارد كلارك. ويوجد أيضا كتاب بول بريمر بعنوان «عامي في العراق.. أسرار وراء كواليس المنطقة الخضراء». ويستمد هذا الكتاب أهميته من أنه يقدم للعالم سلسلة من الخفايا والأسرار والتفاصيل حول ما كان يجري وراء الأبواب المغلقة في المنطقة الخضراء بقلب بغداد بشأن إدارة الاحتلال المفروض على العراق طوال العام الذي أمضاه المؤلف بول بريمر حاكما مدنيا للعراق