أكد الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، أن الجميع سيكون أكثر سعادة وسرورا عندما تسهم الجهود في استعادة العراق وشعبه لعافيته، ووحدته، واستقراره. وأوضح خلال كلمته التي ألقاها في اجتماع وزراء داخلية دول جوار العراق السابع في المنامة برئاسة وزير الداخلية البحريني الفريق ركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، أمس، أن وقوف دول الجوار إلى جانب الشعب العراقي في مشكلته ومساعدته على استعادة عافيته واستقراره هو واجب ديني وأخلاقي وقانوني: « وأن علينا أن نتذكر قدسية حقوق الجار في الإسلام وما توجبه الشرعية الدولية من عدم التدخل في شؤون الدول أو المساس بسيادتها بأي حال من الأحوال، وإن اجتماعاتكم المتكررة تؤكد بكل وضوح مدى الارتباط الوثيق بين أمن العراق واستقراره وبين أمن واستقرار جيرانه، وأن أي تجاهل أو تجاوز لهذه الحقيقة التاريخية يعني بكل أسف تعريض أمن الجميع للخطر دون استثناء دولة عن أخرى». وأكد النائب الثاني: « إننا نتابع بكل دقة وحرص واقع المشهد العراقي ونتفهم جيدا تعقيداته وندرك بوضوح التدخلات السافرة في شؤونه ونعمل بكل صدق وإخلاص من أجل إشاعة روح الوئام والتسامح بين أبنائه، وفي الوقت ذاته نقف مع الجميع على مسافة واحدة، ونذكرهم على الدوام بأن صلاح شأن العراق وطوق نجاته بأيدي العراقيين أنفسهم، وأن عليهم أن يضعوا مصلحة العراق وسلامة أبنائه ومقدراته فوق كل اعتبار». وأضاف: «فإننا معنيون بأن نعمل بجدية ومصداقية لنحمل مسؤولياتنا الدينية والأخلاقية والقانونية تجاه إخواننا أبناء الشعب العراقي الذين يعيشون أوضاعا مؤلمة تعلمونها جميعا وتدركون ما قد يقود إليه استمرارها من مخاطر لا تقتصر على العراق وحده بل ستطال المنطقة في عمومها والأمن والسلم الدوليين بحكم أهمية وحساسية هذه المنطقة من العالم». وقال النائب الثاني « كما أننا نستنكر وبشدة ما حصل هذا اليوم في إيران من تفجير استهدف الأمن واستهدف أيضا عددا من القتلى والمصابين وهذه الأعمال الإرهابية مرفوضة ونقف مع إيران الشقيق بكل قدراتنا الأمنية للمساعدة في الوصول إلى الفاعلين، ونرجو أن تتمكن السلطات الأمنية من الوصول إلى هؤلاء ومعرفتهم وإخضاعهم للعدالة حتى يأخذوا جزاءهم عاجلا، وللأسف أن بعضهم يدعون أنهم مسلمون وأنهم مجاهدون وهذا مرفوض والإسلام منهم براء والإسلام يحترم روح الإنسان ويحرم قتل الإنسان دون مبرر وهؤلاء يسيئون للإسلام وهذا لا يتفق مع حقيقته بل هم خوارج بكل معنى الكلمة ومدلولها». وأضاف: «نستنكر وبكل شدة ما حصل في مملكة البحرين الشقيقة من إخلال بأمنها واستهداف كل ما فيها واستهداف الدولة بذاتها وخلق الفوضى، ولكن وبحمد الله وعونه ثم بقدرة وكفاءة أجهزة الأمن البحرينية وبدعم وبتوجيه من الملك حمد بن عيسى الخليفة تم التمكن من إحباط هذا التوجه البغيض والقبض على كل من وراء ذلك، وإننا على كل الاستعداد الكامل للتعاون بكل قدراتنا مع البحرين الشقيق». ودعا الأمير نايف بن عبدالعزيز الله أن يقي بلداننا، وأن يعين العراق الشقيق على مواجهة هذه الظاهرة البغيضة التي قتلت الأبرياء من كبار السن والعجائز والأطفال وغيرهم من الرجال والنساء دون ذنب: «ونأمل أن يكون هناك عمل دولي وتعاون للوصول إلى منابع هؤلاء الإرهابيين وإنهائها بشكل كامل وإلا سيظل الإرهاب قائما، ومن المؤسف أن من الفاعلين عربا ومسلمين ضلوا وضللوا، وأرجو من الله أن يهدي من يريد أن يهتدي وأن يدحر كل من يريد أن يواصل هذا العمل الخارج عن الإسلام». وختم حديثه بقوله: «أرجو من الله العلي القدير لاجتماعكم التوفيق والسداد، وأن يرى منكم إخوانكم أبناء الشعب العراقي ما يفرحهم ويشعرهم بوقوف دول الجوار معهم قيادة وشعوبا ليستعيدوا وحدتهم وتوحدهم وينعموا بما ينعم به جيرانهم من أمن واستقرار».