في رأيي أن الحسنة الوحيدة لبعض مطاعمنا أنها سترشدك لأقرب مستشفى منها، لتتعرف على مستشفيات بلدك، وتشاهد النهضة الطبية التي وصلنا إليها! ستزور هذا المستشفى على قدميك إذا كنت محظوظا، وعلى النقالة إذا كانت المناعة لديك «مش ولا بد»، وذلك من جراء تناولك ل »ساندوتش شاورما» تم إعداده وسط حضور غفير من بكتيريا «السالمونيلا». وكاقتراح «ببلاش» أرى أن يتم جمع هذه المطاعم، التي اشتهرت بالتنافس في تصدير أكبر عدد من حالات التسمم الغذائي في مكان واحد، وافتتاح مستشفى قريب منها للحد من حالات الوفاة من مثل هذا السبب. وأجزم أن زيارة واحدة للكواليس الخلفية لهذه المطاعم، ستجعلك تعيد النظر في أن الغذاء من ضروريات الحياة، وستفكر جديا بالصوم طوال الدهر، وستتمنى لو كان هنالك أكثر من رمضان في السنة الواحدة! فعلى الرغم من عاداتنا السيئة الكثيرة في رمضان، إلا أنها ليست كجريمة «أكل الشاورما»، فأعراضها لا تتجاوز القليل من التخمة المؤدية للكسل. وحيث إنني من هؤلاء الناس غير المحظوظين الذين تكشّفت لهم هذه الكواليس المخيفة في بعض مطاعمنا، فإنني أشك أن مراقبا صحيا في كامل قواه العقلية قد مرّ من هناك! وإن مرّ فلا أشك أنه كان مرتديا نظارة شمسية جعلته يرى جميع الألوان بلون واحد أثناء زيارته الكريمة، ثم وقع على سجل الزيارات الميدانية بكل زهو وفخر، ليودعه بعد ذلك الطباخون إلى خارج المطعم بزفة فرائحية على أنغام الأغنية الشهيرة «زوروني كل سنة مرة.. حرام تنسوني بالمرة». ولو أن مراقب البلدية هذا دعي لوليمة فاخرة ملغمة ببعض مأكولات هذه المطاعم، يتصدرها دون شك طبق الشاورما بنكهة «السالمونيلا» وبعض البطاطس الذي ظل قيد التجمّد لمدة حولين كاملين، ثم قلي بزيت تكرر استخدامه حتى فقد هويته، وبعض اللحوم غير معروفة المصدر، فإنني على يقين تام أن المراقب الصحي سيملأ دفتر »أبو أربعين» كتقرير مفصل بكل ما شاهد، ولكن من غرفة العناية الفائقة.